الفکر التجريبي في فن النحت البارز المعاصر بين التمرد والإبداع

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس – قسم النحت – تخصص نحت بارز وميدالية- کلية الفنون الجميلة بالأقصر – جامعة جنوب الوادي

المستخلص

يعتبر "الفکر التجريبي" هو صميم التجربة الفنية التي تجسد الأفکار وتبلور الإحساسات، حتى الخيالي منها، وتبدو في تآلف متکامل فتظهر المفاهيم التشکيلية الجديدة والعلاقات المستحدثة ويعتقد أن توافر تلک المفاهيم والأفکار والعناصر التشکيلية ترتبط بالخبرات الفردية المتنوعة وما تزخر به من ثقافات ومعلومات ورؤى فنية متجددة، لذلک فالتجريب بالمعنى الفني له دلالات معينة ثقافية وفلسفية نبحث عنها ونستوضحها في العديد من أعمال فن النحت البارز المعاصر.
فالتجريب موجود دائماً على مر العصور في مجال الفنون عامة، وفي فن النحت خاصة، إلا أنه شهد تطوراً کبيراً نظراً للتقدم العلمي والتقني الذي ظهر بشکل واضح في عصرنا الحديث وذلک لارتباطه بفلسفة العصر حيث تجددت وتطورت مجالاته وطرقه المتعددة، ونستطيع القول بأن فن النحت بصفة عامة من الفنون التي تميزت باستخدام طرق وأساليب المنهج التجريبي حيث تعددت من خلاله تجارب الفنانين وباستخدام خامات وتقنيات غير متعارف عليها في مجال النحت البارز بصفة خاصة، ومن خلال ذلک يمکن القول بأن فن النحت البارز أصبح مجالاً لإثراء المنهج التجريبي الذي هو صميم لتجربة الفنان الإبداعية، وعليه يمکننا القول أن التجريب يقف دائماً في مواجهة تحجر النظرية ويسعى إلى استحداث أفکار ونظريات ومفاهيم جديدة.
من کل ما سبق سوف يحاول البحث إبراز مفهوم التجريب بصورة عامة وفي مجال فن النحت البارز بصفة خاصة، والوصول من خلاله إلى تأکيد القيم الجمالية والتشکيلية والأساليب والطرق المستحدثة التي تمکننا من تحقيق أفکار ورؤى جديدة وتقنيات مبتکرة.