الفنون البصرية ودورها في الحفاظ على الثقافة والهوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عضو هيئة تدريس – أکاديمية الفنون

المستخلص

 تعد الفنون واجهة صادقة للتعرف على ثقافات المجتمعات في العالم، وما يهمنا کشعوب عربية هو الحفاظ على ثقافتنا وصون هويتنا العربية، وبخاصة في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تواجهنا والمتمثلة في التقدم التکنولوجى الذى يعد سلاح ذو حدين فکما يمکننا الاستفادة منه من منظور معلوماتى والتعرف على ثقافات أخرى.
کذلک أصبح يمثل خطراً على هويتنا وثقافتنا العربية - التي تمتاز بأنها ثقافة إنسانية أصيلة شاملة لمظاهر الروح والمادة وتتميز بقيم فکرية وجمالية ذات عراقة تاريخية – ولعل وسائل التواصل الاجتماعى من أبرز مظاهر تلک التکنولوجيا وأهمها وأکثرها انتشاراً نظراً لأنها – وسائل التواصل الاجتماعى – متاحة للاستخدام لفئات مختلفة من حيث العمر والجنس والمستوى التعليمى والثقافى والاقتصادي وکذلک مستوى الوعى المعرفى والادراک القيمى.
ولعل الفنون هي المرآة التي تعکس تلک الأمور من التشويش الثقافي القادم من مصادر عدة تعبر عن تيارات واتجاهات فکرية لا تلائم وتناسب طبيعة ثقافتنا وهويتنا العربية.
للأسف الشديد يوجد تقصير ملموس من المؤسسات الثقافية والفنية في بلادنا العربية، وأيضا النخبة من المثقفين والمبدعين ويتمحور ذلک الأمر في عدم الاهتمام بالقيمة الفکرية والجمالية التي يجب أن تکون هي الهدف الأساسى لکل عمل فنى، والمسئولية هنا تقع على عاتق کل من المبدع والمنتج والناقد والمتلقى ولا أعفى أحداَ.
علماً بأن الحل غير شاق وليس ببعيد، بل هو في صميم منظومة حياتنا اليومية والتي تتشکل منها ثقافتنا وتعبر عن هويتنا العربية.
لذا يجب أن تکون مرجعية المضمون الفکرى والجمالى لأى عمل فنى مبنية على القيم الإيجابية المستخلصة من ثقافتنا العربية والمعبرة عن هويتنا.
وبخاصة مع وجود أجيال شابة تستمد معلوماتها وتبنى تکوينها المعرفى من خلال الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى بدون رقابة واعية على ما يقدم من غث، أو کل ما هو مخالف ومضاد لقيمنا الاجتماعية والتي يجب أن نتمسک بها ونحافظ عليها بل وننميها.
وإذا تأملنا تراثنا الشعبى سواء المصرى أو العربى سنجده زاخراً بکل جوانب الابداع الفني المرتبط بعاداتنا وتقاليدنا واحتفالاتنا ومناسبات حياتنا، ولذلک يجب علينا الاهتمام به وحمايته والحفاظ عليه لأنه يحمل قيم فکرية وجمالية وخصائص قومية صنعها مجتمعنا المصرى والعربى على مر الزمن والتاريخ وحينما نسعى إلى تنميته وتطويره فإنما نسعى إلى الکشف عن محاولات جديدة لإلهام أصيل يسهم في التکوين المعرفى والإدراک القيمى للأجيال الشابة الحالية وما يليها من أجيال. وعندما تفکر في کيفية الاستفادة من العناصر الفنية والابداعية التي يضمها تراثنا الشعبى في مواجهة المخاطر الثقافية والفنية التي تجلبها التکنولوجيا وتؤثر بالسلب على ثقافتنا وهويتنا.
ونجد أن السينما هي الوسيلة الأفضل في توظيف موضوعات من التراث الشعبى بشکل يتناسب مع ظروف العصر الحالي ويتوافق مع التکوين النفسى والمزاجى للمشاهد وبخاصة الشباب لرسم المثل الأعلى للشباب، ويفضل أن يکون کل المشارکين في العملية الفنية من الأجيال الشابة التي تملک موهبة وفى حاجة إلى تأکيد ذاتها وتأکيد انتمائها لأوطانها وحماية الثقافة والهوية – کما لا نغفل أن السينما فن قائم على الابداع التخيلى ويجذب جميع الناس مهما کانت مکانتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إذ إنه فن مؤثر على التفکير عن طريق الصورة کوسيلة للتعبير وإرسال القيمة الفکرية والجمالية.
ثم وقع اختيارنا على تجربة فنية ناجحة تمثل دور الفنون البصرية في تدعيم القيم المجتمعية والحفاظ على الهوية من خلال الفيلم الغنائى (حسن ونعيمة) المأخوذ من الموال القصصى المعروف باسم (حسن ونعيمة) وهو من أشهر المواويل التي تمثل جانب هام من تراثنا الغنائى بصفة خاصة وتراثنا الشعبى عامة.

الكلمات الرئيسية