النظرية الجمالية في التجريد بين الحضارة والفنون الإسلامية والفنون الغربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ أصول التربية الفنية المساعد کلية التربية الفنية – جامعة حلوان

المستخلص

منذ بدايات القرن العشرين شهد العالم العديد من التغيرات الثقافية الناشئة عن انتشار مفاهيم الحداثة، ومع بدايات القرن الحادي والعشرين زادت وتيرة هذه التغيرات سرعة وحدة، بالتوازي مع التغيرات والتطورات التکنولوجية، وما واکبها من انتشار مفاهيم الثقافة الکونية والنظام العالمي الجديد، وما يتضمنه من مجال متعدد الثقافات يتميز بسمة العولمة و؟ في سبيل عالم بلا حدود ثقافية أو أيديولوجية.
      کما ترددت في الآونة الأخيرة مفاهيم ومصطلحات من قبيل حوار الحضارات..، حوار الثقافات..، الحوار الحضاري مع الآخر... حوار الأديان
      وترى الباحثة أنه من المنطقي قبل أن أقيم حواراً مع الآخر أن أقيم حواراً مع ذاتي الحضارية أولاً... وأن أتعرف على خصائصي الثقافية المميزة (خرائطها وأسسها ومبانيها المعرفية والفکرية ومآلاتها وإنجازاتها الحضارية) التي تميزنا کأمة حضارية کان لها إسهاماً ثقافياً في التراث الثقافي العالمي وذلک إذا أردنا أن نصبح شرکاء فعليين في هذا العالم، وليس متلقين فقط... ولسنا مقلدين. وفي نفس الوقت أن أتعرف على الآخر إنجازاته وزلاته.
      لا يجوز أن نکتفي بالتلقي السلبي لمنجزات الآخر والتقليد الأعمى لها بل يجب أن نتعرف على ما وراء هذه المنجزات من خلال التعرف على مناهجه وأبنيته الفکرية والفلسفية ونظرياته الجمالية المعرفية والإيديولوجية، وإعادة تفسيرها ونقدها، وذلک لإلقاء الضوء على التحولات الثقافية التي أدت إليها.
وتتساءل الباحثة کيف يمکن أن يحدث حواراً متکافئاً قائم على الندية، ويمثل إضافة إبداعية معاصرة للثقافة العالمية في ظل الانفتاح الکبير على الغرب وتبني قيمه الجمالية، واستعارة أنماطه الثقافية، ولا يخفي أن خطورة الخضوع والاندماج وتبني الأيديولوجيات الثقافية الوافدة... هو بمثابة نفي وتغييب للوعي بالذاتية الثقافية... بل والعمل على هدمها، مما يتيح الفرصة للفکر الوافد الدخيل بکل متغيراته الفکرية، وانحرافاته القيمية.. وما أدت إليه من انحراف في الفکر والفن، إلى محو وتذويب الهويات الثقافية المتميزة وهو ما يطلق عليه الآن "العولمة الثقافية" والتي تهدف إلى التنميط الثقافي للعالم وتغييبه واغترابه تمهيداً لجعله تابعاً للقطب الأوحد في العالم الذي يهدف في سعي دءوب لاختراق الهويات الثقافية، وتمييعها وذوبانها تمهيداً للسيطرة والهيمنة على مقدراتها.