فنون ما بعد الحداثة في الغرب – النشأة والتطور

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

نشأت فنون مابعد الحداثة متأثرة بالتطورات والأحداث المتلاحقة التي شهدها الغرب[1]منذ منتصف القرن العشرين وتحديداً مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد کان لتلک الحرب وما تزامن معها وتلاها من حروب وصراعات داخلية في عدة دول، أثر کبير على الفکر الغربي الذي وقف عاجزاً أمام آلة الحرب الضخمة وحالة الفوضي التي أحدثتها وهذا التناقض الواضح بين مظاهر الحداثة والمدنية المُدعاه ومظاهر التدمير على أرض الواقع. خلَف هذا الوضع موجه من التشاؤم والسخط بين فلاسفة ونقاد الفکر الحداثي ذو النزعة العقلانية وکانت استجابة الفنانين سريعة نحو التعبير عن تلک الأزمة السياسية والإجتماعية والفکرية بشتى الوسائل، فکما تبنت الفنون الفلسفة العقلانية لحرکة التنوير في الماضي القريب، تم التحول الي الفلسفة الوجودية والنزعة الذاتية الامرکزية وثقافة العولمة کدعائم مميزة للبُنى الفکرية للغرب في القرن العشرين، تلک الدعائم التي شحذت خيال الفنانين وملکاتهم الابداعية بل وأدواتهم الفنية بوسائل تعبير جديدة، تبدلت فيها الصورة البصرية المعتادة للأعمال الفنية واتسعت وانفتحت على مصراعيها أمام هذا الکم من المعرفة المتراکمة المتاحة بسهوله والاحداث المتلاحقة والتطور التکنولوجي الهائل لتصل الي حدها الأقصى کما في فن الأرض وفن السيبرانية، وحدها الأدني کما في الفنون الأختزالية وفنون الجسد على سبيل المثال. أعتمد فنونمابعد الحداثة على الفکرة بشکل عام ورکزت على مخاطبة العقل وجعلت من المتلقي محور وهدف لها في ذاتالوقت بکونه حاملاً للفکرة بالاساس ومُستقبلاً لها ومُشارکاً بها. کما ارتبطت فنون مابعد الحداثة بالمراحل الفنية السابقة لها والاحقة عليها والتي يطلق عليها (بعد ما بعد الحداثة) والتي سادت في الربع الأخير من القرن العشرين وحتي الآن ولذلک کان من الضروري وضع إطار معرفي دقيق للمصطلحات – الحداثة – التحديث – مابعد الحداثة وتحديد النسق الفکري الذي يربط بينهم والترکيز على مدى تکاملهم/ تناقضهم وقدرتهم على التعبير عن الإطار المعرفي والمناخ الثقافي للقرن العشرين .
مشکلة البحث:
 يحاول البحث الإجابة على بعض التساؤلات:
- ماهو الإطار الفکري النظري لفنون مابعد الحداثة ومتي وأين نشأت ؟  
- ماهي السمات العامة للفنون في مرحلة مابعد الحداثة ؟
- ماهي الاتجاهات والمذاهب الفنية التي تعبر عن مرحلة مابعد الحداثة ؟
فروض البحث:
-أن فنون مابعد الحداثة هي إمتداد لفنون الحداثة.
-أن فنون مابعد الحداثة هي انعکاس لحالة المجتمعات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.
-أن فنون مابعد الحداثة تعتمد على الفکرة وتتجاوز الأشکال الفنية المعتادة.
-أن ثقافة العولمة والتطور التکنولوجي المتسارع هما دعائم اتجاة مابعد الحداثة.
 
منهجية البحث:المنهج التاريخي / الوصفي / التحليلي.
حدود البحث:النصف الثاني من القرن العشرين.
 
أهمية البحث:
تکمن أهمية البحث في دراسة الأسس الفلسفية والفکرية التى قامت عليها فنون مابعد الحداثة في الغرب وأين وکيف بدأت وتوضيح الفرق بينها وبين مرحلة الحداثة ثم تحديد السمات العامة لفنونها واستعراض الاتجاهات الفنية التي تبنت مفاهيم ما بعد حداثية وتوضيح القيم الجمالية الجديدة التي قدمتها ومن ثم تناول نماذج من الأعمال الفنية للاستدلال على مدى الجدَة والتنوع التي قدمتها ومدى تعبيرها عن ثقافة هذا العصر.



[1]- المقصود بالغرب هو دول القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريکية.