دور الهندسة المقدسة في تشکيل الفن الإسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد - قسم التربية الصناعية - کلية التربية - جامعة حلوان - القاهرة - مصر

المستخلص

"بديع السموات والارض " البقرة 117 ، " إنا کل شئ خلقناه بقدر " القمر 49 ، إن المتأمل فى آيات الکون والخلق يرى إبداع الله فى کل ما خلق ، فکل شئ فى ترتيب وتناسق تام وکل صور الکون تحکمها قوانين معينة ، فکل شئ خلقه الله بقدر وهو السر وراء هذا الابداع الکونى العظيم . وقد تناول العلماء دراسة هذه الهندسة المنظمة للکون وهى الهندسة المقدسة التى ترتب وتنظم کل أشکال الوجود والحياة بداية من قرنية العين وجزيئات الحمض النووى للانسان وفى بتلات الازهار وکريستالات الألماس وفى فروع الاشجار والمحار البحرية والحيوانات وصولا للمجرات والمجموعات الشمسية حتى ذرات الهواء يعتمد ترکيبها على ترتيب معين . ويعتمد علم الهندسة المقدسة على فهم هذه المظاهر الکونية والترتيبات الهندسية المکونة لها وتشمل نماذج هندسية ونسب رياضية محددة تُستخدم لتصميم کل شئ فى الطبيعة ، لذا استخدمتها الحضارات القديمة جميعها فى بناء العمارة الدينية بشکل خاص بهدف خلق مجال من الطاقة الروحانية تربط الانسان بالکون من خلال تتبع نفس نسب النمط البنائى ، ومن هنا جاءت مشکلة البحث والتى يمکن تحديدها من خلال التساؤل التالى : ماهى مظاهر الهندسة المقدسة فى فنون العمارة والزخرفة الاسلامية التى اکسبتها جمالياتها الفنية الابداعية ؟ وذلک من خلال دراسة مفهوم الهندسة المقدسة والاشکال والترتيبات الهندسية والرياضية االتى وضعها العلماء قياسا على النسب الجمالية فى الطبيعة ثم تطبيق ذلک على فنون العمارة والزخرفة الاسلامية لإختبار تحقق النسب الهندسية المقدسة فيها من خلال نماذج لفنون العمارة والزخارف الاسلامية . ويهدف البحث لإثبات أن العمارة والزخارف الاسلامية لم تکن وليدة الصدفة بشکل عفوى او زخرفى بحت وإنما قامت على أسس هندسية ورياضية تعتمد على الهندسة المقدسة التى نظمت البناء الکونى . وتؤشر نتائج البحث إلى أن الفنون الاسلامية من البناء المعمارى والتشکيل الزخرفى للاسطح قامت جميعها على أسس رياضية وهندسية ذهبية النسب وهو ما منحها جمالياتها الظاهرة من خلال الراحة البصرية لها والباطنية من خلال ارتباطها هندسيا بهندسة الکون المقدسة ما يجعله متواصلا ومتناغما مع الکون حوله .

الكلمات الرئيسية