أنثروبولوجيا وتطوّرات الدّيدکتيکيات : من بثّ الثقة في النّفس والروح التّشارکيّة إلى القدرة على الخلق والإبداع

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرسة العليا لعلوم السمعي البصري والسينما بقمرت، جامعة قرطاج، الجمفورية التونسية

المستخلص

في عصر تغلبه سيطرة التقنيات الحديثة المؤدّية لسرعة مسار الحياة اليوميّة، ما عاد الأستاذ الجامعي الباحث قادرا على الاکتفاء بالدروس الماجستراليّة التي تجعل علاقته بطلبته عموديّة وجافّة، مقتصرة على الشروع في إيصال المعلومة المکوّنة للرّسم البرمجيّ لمختلف المواد المدرّسة، دون ادلاء أدنى اهتمام لحيثيّات تقبّل الدّرس من طرف طلبته: فالأستاذ، في مثل هذه المنجهيّة، ليس فقط مقلّلا من نسبة حفظ المعلومة لدى المتلقّي، والتي لا تتجاوز الـ 5 بالمائة من جملة الدّرس الملقى على الطّلبة (Lalley and Miller 2007)، بل إنّه يتجاوز هذا النّقص في نسبة الإيصال، ليغمر قاعة الدّرس بجمود وبرودة أجواء، تحول دون تفاعل الطّلبة مع المحاضرة، بل وتقودهم نحو فقدان التّرکيز في الدّرس وانتظار توقيت الخروج من القاعة، لاجئين لملئ الوقت باستخدام الهواتف الذّکيّة والاطّلاع على تحيينات المواقع الاجتماعيّة.
ماذا لو تمّ تعويض الدّروس الماجستراليّة العموديّة، بديداکتيکيّات أفقيّة بين الأستاذ وطلبته؟ ماذا إن صار الطّلبة نفسهم هم من يقومون بالبحث واعداد الدّرس والقاء المحاضرة وتحکيم مدى إيصال المعلومة تحت اشراف استاذهم؟ وماذا لو صار سير الدّروس تفاعليّا، مبنيّا على استخدام الهواتف الذّکيّة المرتبطة بالشّبکة العنکبوتيّة کوسيلة القيام ببحوث عوضا عن اللّجوء لها کمفرّ من رتابة دروس ماجستراليّة عموديّة؟ والأهمّ من کلّ هذه الاستفهامات: ماذا لو تجاوزت أهداف تدريس مادّة، إيصال المعلومة المدرجة فيها، لتصبح الدّروس التّفاعليّة وسيلة لزرع الثّقة في نفوس الطّلبة، وحثّهم على الأعمال التّشارکيّة وروح التّبادل والاتّحاد؟ وأخيرا ، وليس آخرا، ماذا ان صار التّدريس التّفاعليّ للمواد، بمثابة حلقة تدريبيّة يصبح الطّالب إثرها قادرا على اجراء بحوث وتقديم مناقشات دون أدنى ارتباک أو توتّر؟ أوليس بتحوّل في منهجيّة التّدريس من تعليميّة عموديّة سلبيّة الى وسيلة تشارکيّة تفاعليّة تزرع في الطّلبة ثقتهم بأنفسهم وتفتح آفاق أفکارهم نحو الخلق والابداع، لتصير بذلک، علاقة الأستاذ بطلبته، ذات طابع اجتماعيّ عميق يکسوه زرع الثّقة في النّفس وروح تبادل الأفکار والمشارکة؟
سنحاول الإجابة عن جلّ هذه الأسئلة من خلال ورقتنا البحثيّة الموسومة بعنوان: أنثروبولوجيا وتطوّرات الدّيدکتيکيات : من بثّ الثقة في النّفس والروح التّشارکيّة إلى القدرة على الخلق والإبداع، وذلک عبر عرضنا لعديد المحطات التاريخيّة من تطوّر مناهج التّدريس، بالإضافة إلى الاستناد الى استشهادات من تجربتنا الاکاديمية الخاصّة، والمؤکِّدة لصحّة رؤيانا للمنهجيّة التّشارکيّة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


قائمة المراجع:
Aristote. La Métaphysique. La Bibliothèque Digitale. Édité par Andronicos de Rhodes. FNAC, 384-322 av JC.
Lalley, James P., and Robert H . Miller. “The Learning Pyramid: Does It Point Teachers in the Right Direction?” Impudent.org.uk. Edited by v128 n1 p64-79 Fall 2007 Education Journal. D'youville College. January 2007. http://www.impudent.org.uk/wordpress/wp-content/uploads/2015/03/Lalley-Miller-TheLearningPyramid-Education-200709-.pdf (accessed August 22, 2018).
Osborn, Alex. Applied imagination; principles and procedures of creative think. New York: Charles Scribner's Sons, 1953.
Shannon, E. Claude, and Warren Weaver. “The mathematical Theory of Communication.” In Recent contributions to the mathematical theory of communication, by Richard E. Balhut and Bruce Hajek, 19. Champain-USA: University of Illinois Press, 1948.
کارل مارکس. ” الأرشیف المارکسی-نقد فلسفة الحقوق عند هیغل.” الحوار المتمدّن. تحریر أحمد عبد الستار. 27 6, 2019. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=172700 (تاریخ الوصول 13 07, 2020).
مصطفى جمعة. ” منذ فجر التاریخ وحتى الیوم: کیف غیر التعلیم وجه البشریة؟” شبکة زدنی للتعلیم. 18 04, 2018
http://zedni.com/%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A8%D8%A9-17/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9/%D9%85%D9%86%D8%B0-%D9%81%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%88%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8 (تاریخ الوصول 13 07, 2020).
هومیروس. الإلیاذة. ترجمة سلیمان البستانی. الجیزة: وکالة الصحافة العربیة (ناشرون)، 2018.
—. الأودیسة. ترجمة درینی خشبة. القاهرة: دار التنویر للطباعة والنشر، 2014.
قائمة التّمثّلات:
تمثّل عدد 1: الدیداکتیکیة فی التاریخ الیونانی-سعی للمزج بین الرّوح الفنّیّة والدّفاعیّة لدى المتعلّم 1124
تمثّل عدد 2: الإلیاذة والأودیسة لهومیروس: زرع الرّوح الوطنیّة فی الطّلبة عبر قصائد ملحمیّة. 1125
تمثّل عدد 3: دیداکتیکیات القرون الوسطى-الدّین أفیون الشّعوب.. 1125
تمثّل عدد 4: رائد بیداغوجیا التّدریس الإیطالی: فیتورینو دا فیلتر. 1125
تمثّل عدد 5 : دیداکتیکیة القاء المحاضرات.. 1125
تمثّل عدد 6: مرفولوجیا(تشکُّلْ) عبارة ابیستیمولوجیا 1126
تمثّل عدد 7: تطبیق نظریّة الاتصال شانون-ویفر على دیداکتیکیّة التّدریس.. Error! Bookmark not defined.
تمثّل عدد 8 :  الهرم الدّیداکتیکی (مقتبس -بتصرّف- من دراسة مختبرات التدریب الوطنیة بیتیل (Lalley and Miller 2007, 67) Error! Bookmark not defined.
تمثّل عدد 9: الدیداکتیکیات الأفقیّة التشارکیّة. Error! Bookmark not defined.
تمثّل عدد 10: استخدام الهواتف الذّکیّة کوسیلة بحث عوضا عن الفرار من الدّرس.. Error! Bookmark not defined.
تمثّل عدد 11: تعویض الدّروس الماجسترالیّة بأخرى تشارکیّة. Error! Bookmark not defined.
تمثّل عدد 12: المناص من روتین قاعات الدّروس المغلقة إلى الزّیارات المیدانیّة. Error! Bookmark not defined.
تمثّل عدد 13: برمجة عروض بحضور مدعویّن، مشفوعة بالنّقاشات وتبادل الأفکار. Error! Bookmark not defined.
تمثّل عدد 14: تکلُلُ الدّیداکتیکیّاتِ التّشارُکِیَّةِ بنجاحِ الطّلبَةِ. Error! Bookmark not defined.