التجريدية العضوية فى النحت و دورها فى صياغة القيم الجمالية و التعبيرية فى العمارة المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم النحت و التشکيل المعمارى ، کلية الفنون التطبيقية ، جامعة حلوان

2 أستاذ متفرغ ورئيس قسم النحت سابقاً - کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان.

3 قسم النحت و التشکيل المعماري - کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان

المستخلص

ظهر النحت التجريدى لأن رواده الأوائل رأوا أن النحت التمثيلى قد أفلس بسبب الملل ، و بدافع قوى و عام تحول النحاتون إلى النحت التجريدى کنشاط جمالى خالص و تخلوا عن تقليد المظهر الطبيعى تماماً ، فظهرت الأشکال الجامدة التى تفتقر إلى الإنسيابية و الحيوية ، و بمرور الوقت فقدت المزاعم القديمة للنحت التجريدى القوة الأصلية لقناعات الرواد المتمردين ، الذين أيدوا ذات مرة هذا الفن کهدف منطقى لتاريخ الأشکال بأکمله ، و دحضوا أنفسهم بالعودة إلى الأشکال الطبيعية غير النقية ، و اعتمد النحاتون بعد ذلک على إدراک نظام الطبيعة الأساسى کشکل خالص بدون محتوى ، فکانت التجريدية العضوية فى النحت هى النتيجة المنطقية و الحتمية لتطور هذا الفن و أصبحت القيم الجمالية و التعبيرية للتجريد بحد ذاتها تکمن فى الجوهر لا فى المظهر و تسير على نهج يسعى إلى ترجمة الأشکال الموجودة فى الطبيعة إلى قطع فنية فريدة تحمل حيوية الطبيعة و جوهرها النابض ، و تحول الإلهام من العلم و التکنولوجيا و جمالية البلاستيک و المعدن إلى الإلهام الموجود فى الطبيعة و سعى النحاتون الذين اعتنقوا فلسفة التجريدية العضوية إلى ترجمة مبادئ الشکل الطبيعى إلى مجسمات نحتية و توجيه مظهر الأشياء المجردة نحو العضوية و محاکاة تدفق الطبيعة ، و يلخص هذا النهج نجاح بعض التصاميم المعمارية التى اتخذت من آليات التجريدية العضوية فى النحت مرجعاً أساسياً لصياغة القيم الجمالية و التعبيرية للأشکال المعمارية المعاصرة ، فبدت العمارة کأنها منحوتات عضوية مجردة فى فراغاتها الحضرية ، و عليه فإن تفعيل مبادئ التجريدية العضوية فى النحت فى عملية التصميم المعمارى يمکنه تغيير وجه العمارة المحلية المعاصرة نحو عمارة أکثر حياة و انفعالاً بجوهر الطبيعة إذا انتهج المعماريون المحليون منهجاً أکثر انفتاحاً على ثقافات الفنون الأخرى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية