البناء في مناطق التراث الطبيعي المسجلة: تقييم تصميم محمية وادي الحيتان في مصر

مع السعي لانتشار السياحة القائمة على الطبيعة والسياحة البيئية، بالإضافة الى الاهتمام الاقتصادي المرتبط بهذه المساعي، اکتسبت مناطق المحميات الطبيعية أهمية کبيره بوصفها مقصدا لمثل هذه الانواع من السياحة. وبالفعل، فإن العلاقة التبادلية بين السياحة ومناطق المحميات الطبيعية، متعددة الجوانب بسبب الترکيز الاقتصادي المميز للسياحة والترکيز البيئي والثقافي لهذه المناطق المحمية. کما أن تصميم المباني الخدمية التابعة للمحميات وتطوير البنية الأساسية في هذه المناطق لابد ان يعکس خصائص نوعية مختلفة لتلک المناطق والخدمات. ومن هذا المنطلق، فيجب أن يتم تصميم مراکز الزيارات في المحميات الطبيعية، بالإضافة الى مشروعات تحسينها، من قِبَل مصممين يتمتعون باحترام کبير للبيئة ويطبقون الاتجاهات الحديثة في الهندسة المعمارية والتصميم من خلال التصميمات البيئية الإبداعية القادرة على الحد من التأثير على البيئة وتوفير الموارد بصفه عامه.
وتبحث الدراسة العلاقة بين "مناطق التراث الطبيعي" والتصميم المستدام والبيئة الاجتماعية بالمنطقة، مع الترکيز بشکل خاص على مناطق المحميات الطبيعية المصرية ومواقع التراث العالمي المدرجة مما يبرز أهمية وضع إجراءات کاملة للتخطيط والبناء مع تنفيذ خطة إدارية لتخفيف الآثار السلبية للسياحة والحفاظ على أهمية الموقع وخصائصه والترکيز بوجه خاص على التعاون مع المجتمع المحلي من خلال تقييم دراسة حالة متحف الأحفورية وتغير المناخ ومبنى الزائرين في محميه وادي الحيتان العالمية. ولقد تم إجراء دراسة تحليليه لمباني الخدمات السياحية القائمة والبنية الأساسية لهذه المحمية الطبيعية في مصر، باعتبارها اول محميه يتم تسجيلها في الأمم المتحدة ضمن قائمه التراث الطبيعي العالمي، فضلاً عن دراسة التصميم المعماري لمراکز الزائرين لمحميات طبيعية مشابهه في أماکن مختلفة بمصر. واقترح المؤلف أيضاً خطة لوضع "مبادئ ولوائح إرشادية للتصميم القومي" تختص بتوجيه تصميم المباني المزمع اقامتها بالمناطق المحمية المحلية مع مراعاة مبادئ ومعايير التصميم الدولية والإقليمية لمثل هذه النوعية من المحميات الطبيعية.