القيم الموروثة في العمارة الإسلامية في مصر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم تاريخ الفن- کلية الفنو الجميلة - جامعة حلوان

2 قسم تاريخ الفن – کلية الفنون الجميلة جامعة حلوان – الزمالک

المستخلص

يعتبر التراث الإسلامي الرصيد والمخزون الذي تکمن في طياته صفتي الثبات والاستمرارية، والذي يجمع بين القيم الثقافية والروحية والجمالية، بالإضافة الي کونه توثيقاً صادقاً لثقافة المجتمع ووحدة منهاجه الفکري عبر الأزمنة، والتراث الإسلامي هو نتاج الموروث المادي والتشکيلات الجمالية التي استمرت عبر العصور وأثبتت أصالتها وقيمتها في مواجهة التغير المستمر والثورات الفنية المتعاقبة، ويشتمل مفهوم التراث الإسلامي على بعدين أساسيين:
- المفهوم الفکري: والذي يتمثل في المفاهيم والأفکار والمعتقدات والقيم الثقافية الموروثة.
- المفهوم المادي: والذي يتمثل في النتاج الفني بکافة أنواعه.
لذا فالتراث الإسلامي هو ترجمة لحياة المجتمع ونتاج للخبرات والمهارات والابداعات التي أفرزها المجتمع عبر عصوره، ولقد تأثر الفن الإسلامي بفنون الحضارات التي سبقته تأثراً خلاقاً، الا أنه استبعد منها الجوانب التي لا تتناسب مع العقيدة الإسلامية، وعالج فنونها التجريدية بما يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي وروحه وفلسفته، وبهذا تميز الفن الإسلامي عن الفنون التي تأثر بها حيث صهرها جميعاً في بوتقته الخاصة فتمثلت روح الشرق في صيغ ذات إيقاع وتکوينات هندسية وزخرفية متميزة.
ولقد استنبط المعماريون المسلمون نظاماً معمارياً مميزاً متکاملاً من حيث التشکيلات والتراکيب المعمارية والزخرفية التي تُکون في مجملها الطراز الإسلامي المتميز، وان اختلف في بعض تفاصيله من إقليم لآخر،ولم يمنع ذلک الاختلاف دون شمولية الوحدة التعبيرية عن العقيدة الإسلامية، وظلت جميع الأقاليم تستخدم نفس العناصر المعمارية والزخارف التشکيلية والخطوط العربية التي تتطلبها العملية التشکيلية بقدر ما تفرضه الناحية الوظيفية لتدعيم المنتج المعماري، کما ظلت ترتکز علي العناصر المعمارية والزخرفية والخطوط العربية التي تتفق وروحانيات الفن الإسلامي، فجاءت منجزاته في مجموعة قيم تکاد تشبه بعضها البعض في سائر البلاد الإسلامية، مع شيء من التباين اليسير الذي تحمله کل بيئة، ومن هنا کانت الاختلافات بين السمات التصميمية للنتاجات التراثية الإسلامية، ويتأثر الإنسان بالعديد من المتغيرات، الأمر الذي ينعکس على متطلباته المعيشية وسلوکياته الحياتية، بالإضافة إلى أن الإنسان المسلم يفعل سلوکا قلبيا، الأمر الذي يظهر على معتقداته وثقافته، وبالتالي يظهر على العمارة والعمران الذي يعيش فيه، ويهدف البحث الي الاستفادة من المضمون القيمي للتراث الإسلامي والدمج بينه وبين الاتجاهات التصميمية المعاصرة ،لتحقيق تصميمات معاصرة تحمل السمات والمضامين الخاصة بالتراث الإسلامي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية