دراسة تحليلية للتأثيرات الإسلامية والمصرية القديمة على مکتبة الإسکندرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم تاريخ الفن- کلية الفنو الجميلة - جامعة حلوان

2 قسم تاريخ الفن – کلية الفنون الجميلة جامعة حلوان – الزمالک

المستخلص

التراث المعماري هو القيمة الحضارية التي تؤثر بصورة أو بأخرى على الأجيال المتعاقبة، فهو تجسيد لقيم ثقافية وحضارية تعکس بنية اجتماعية واقتصادية وسياسية معينة، وهو يمثل تعبير صادق عن تاريخ وثقافة المجتمع، وهو الصلة المادية والمعنوية التي تربط المعاصرين بأسلافهم، وعاکس لبنية اجتماعية واقتصادية ماضية، ولا يصبح النتاج المادي للعمارة تراثاً مالم يکن اکتسب قيمة من خلال المجتمع وتتجسد هذه القيمة في العلاقة بين الانسان والتراث، ولابد من الادراک الواعي للقيم الکامنة بالعناصر التراثية، ويؤدي غياب الوعي بقيمة التراث الي الاضرار بالرصيد التراثي واغفال أهميته، والعمارة التراثية تعبر عن المستوي الذي تظهر عليه الثقافة، فهي افراز حضاري من خلال الارتباط بالمفاهيم والابعاد الثقافية والمادية والاستمرارية الزمنية والارتباط بالبيئة والمحتوي، حيث تشکل العمارة التراثية أحد أهم رکائز الطابع المعماري والعمراني في ثقافة المجتمعات کما يشکل التراث المعماري والعمراني من خلال غني عناصره ومفرداته مصدر الهام للمصممين والمعماريين المهتمين بتطوير أسس بناء تعبر عن الهوية الثقافية والطابع المحلي للبيئة المشيدة.
شهدت الفترة الماضية عدة اتجاهات فکرية أثرت على الحياة الثقافية بوجه عام وعلى المردود المعماري والفنون بوجه خاص،
فانعکست علي العمارة في بعض رؤي تشکيلية ومدارس واتجاهات فکرية معمارية، جاءت جميعها کنتاج لحوار التأصيل والتجديد، حيث يحمل کل منهما فکرا وموقفا مختلفا من التراث، فالتأصيل يمثل ملامح المجتمعات وعاداتها وتقاليدها بينما التجديد يمثل التقدم والتطور والثورة المعلوماتية والتکنولوجيا وما يواکبها من ثقافة مادية، ثم اتجهت العمارة في العقدين الأخيرين الي حتمية الالتزام بالتقاليد الأصيلة للعمارة المحلية الموروثة في مقابل الانحياز للتجديد والابتکار الذي تفرضه العمارة العالمية بکل أشکالها وابتکاراتها فظهرت بعض النتاجات الهامة لتأصيل نظرية معمارية معاصرة تستند الي مراجعة واحياء التقاليد المعمارية وتأصيل التراث وتطويره.
وتعتبر مکتبة الإسکندرية من أهم العمائر التعبيرية والتي تمثل اتجاه الاستيحاء الرمزي والمعنوي من بنية التراث، وهذا الاتجاه قائم على البحث الممنهج بوسائله المختلفة من الاستقراء والتحليل والاستدلال، للظروف المحلية والمعطيات الثقافية المعاصرة
للفترات الزمنية المختلفة، والتي أنتجت أليات حديثة أدت الي صياغة التراث المحلي في أشکال وعناصر وأنساق جديدة، ومن ثم استنباط واستنتاج الاليات التي تتلاءم مع المعطيات والظروف المحلية الحديثة لإنتاج أنماط معمارية متطورة، وافراز طابع معماري محلي يتناسب مع المفاهيم والتقاليد ويحفظ الخصوصية الثقافية والحضارية للمجتمع، ويتميز هذا الاتجاه المعماري
بالبرجماتية العقلية والتجريد الرمزي للتراث ومحاولة تطويع التراث ليعبر عن العصر الحديث وأدواته ومتطلباته بما يتلائم والظروف والمعطيات المحلية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية