واقع وآفاق التنمية المستدامة على التراث المعماري في وادي مزاب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

العلوم الإنسانية والإجتماعية، جامعة مصطفى إسطمبولي معسکر، الجزائر.

المستخلص

تزخر الجزائر عامة ومنطقة مزاب خاصة على کنز تراثي مبني خلّفته الحضارة الإسلامية، فتراثها الأثري والتاريخي يؤدي دورا مهما في الحفاظ على ذاکرة الأمة وعمقها الحضاري وتمايز ثقافتها المحلية، أهّلته بأن يصنّف ضمن التراث الوطني والعالمي، لذا فمن المهم الحفاظ على هذا التراث الأثري النادر، وإعادة تأهيله ذلک بحفظه ووقايته من التشويه والتخريب والتدمير والعمل على تسييره وتطويره ليتلاءم مع ظروف العصرنة والتحولات الحضارية المستمرة، مما إنعکس سلبا على قصورها العتيقة، ذلک بتزايد عوامل ومظاهر التلف في العمائر الدينية کتوسيعها أو تهديمها لأنها صارت لا تلبي حاجيات روادها، أو في العمائر المدنية التي تشهد احتکاکا يوميا ومؤثرا بساکنيه، أو تلکم العمائر الدفاعية التي تأثرت بالتوسعات العمرانية وسوء ترميمها واستعمال لمواد بناء غير محلية، کل هذه العوامل وأخرى، جعلت القصور الصحراوية في المنطقة تفقد سمتها شيئا فشيئا في ظرف زمني قصير.
لدى کان لزاما علينا محاولة البحث في تشخيص الواقع، وإيجاد آليات وطرق تحميه وتجعله من الأولويات الرئيسية في الإستراتيجيات السياسية، والاقتصادية، وضمان ذلک في إطار ثقافته وتقاليده المحلية.
إنّ طبيعة التحديات التي يعاني منها التراث المبني في وادي مزاب، يفرض علينا إيجاد ووضع أسس ومبادئ وحلول وخطط استراتيجية تتماشى مع التطورات والتوجهات العالمية الحديثة، تتّفق عليها المؤسسات والعاملون والخبراء، مع ضرورة إشراک المجتمع المحلي الحاضن له (العمل التشارکي).
بعد البحث في واقع التراث المبني في وادي مزاب، تبين لنا أنها لم تعد وحدها کفيلة بحماية هذا التراث المبني، بل يلزم التفکير والتوجه إلى تنمية مستديمة حقيقية على المدى البعيد بخطط إستراتيجية بهدف المحافظة على هذا الإرث الحضاري وتنميته من أجل العلم، والمعرفة والسياحة، ليکون مرجعا تاريخيا وإرثا ثقافيا وموردا اقتصاديا متناميا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية