دور اللغة العربية فى الحضارة العربية والفنون الإسلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عضو لجنة النهوض باللغة العربية – مستشار رابطة الجامعات الإسلامية الأمين العام للجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية

المستخلص

ترتکز الحضارة العربية والإسلامية على اللغة العربية بصورة بارزة .. ذلک أن اللغة العربية قبل نزول القرآن الکريم کانت لغة شعر ونثر ، لا تتجاوزهما إلى إبداعات أخرى أو فنون متعددة ، لکن نزول القرآن الکريم باللغة العربية دون غيرها من اللغات أهل اللغة العربية لتکون لغة حضارة تعتمد على العلم والفکر والأدب فکانت لغة تنتقل إليها حضارات الهند وثقافة اليونان وعلوم العصر السائدة فى القرن السادس الميلادى .. ثم حدث التطور الهائل للغة العربية بفضل هذه الثقافات العالمية المتعددة فأبدع علماء العرب من مختلف الأجناس وأحدثوا علوماً عصرية رائعة أضاءت جنبات العالم وأسست لحضارة عالمية عصرية متقدمة کانت ولا تزال رافداً زاخراً للحضارة الإنسانية العالمية المعاصرة والتى قال عنها أحد المستشرقين لولا الحضارة العربية والإسلامية لنأخرت الحضارة العالمية المعاصرة عدة قرون ، ويستهدف هذا البحث تجلية دور اللغة العربية فى الحضارة العربية والإسلامية وکيف تمکنت هذه اللغة من استيعاب الحضارات العالمية السابقة عليها .. وابداع علوم وفنون جديدة باللغة العربية التى أصبحت عماد ولسان هذه الحضارة .
ظهرت مؤخرا على الساحة الدولية مسميات ومفاهيم جديدة مثل: العولمة أو العوربة أو الکوکبة أو الکونية وکلها مسميات جديدة تشهدها الساحة الدولية لتبشـر بميلاد عالم جديد يعتبر قرية کونية..
منذ زمن بعيد قال المفکر العربي: العالم قريتي وأن أفعل الخير ديني، وفکرة العالمية وتعاون الجنس البشري هي فکرة مسبوقة بدعوة الإسلام العالمية للبشـر جميعا لأنه الدين الخاتم، رحمه للعالمين، ولذلک أثره الواضح على اللغة العربية من جوانب عدة يکشفها البحث إلى جانب علاقة العربية باللغات الإنجليزية والفرنسية والاسبانية والروسية والصينية مما يعتبر تطورا مناسبا في علاقة المنظمة العالمية بشعوب العالم، واعتبار الأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر من کل عام يوماً عالمياً للغة العربية للتأکيد على دورها في صنع الحضارة الانسانية وهي تمثل مبادرة حول التعدد اللغوي والتنوع الثقافي والترويج لاستخدام لغات العالم الست الرسمية في الأمم المتحدة.