صياغة حديثة لتوظيف البلاطات الخزفية الإسلامية في الفراغات الداخلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بکلية الفنون التطبيقية ‌_ جامعة بنها

المستخلص

تنشأ کل حضارة في البداية  ولها طابعها المميز وتنمو وتتبلور وتظهر شخصيتها وتترک طابعا مميزا لها ، وقد  أثرت العقيدة الإسلامية التي قامت على فلسفة وتصوف وعلم في الفن ، وحثت العقيدة الإسلامية على مخالفة الطبيعة مما جعل الفنان المسلم يتجه إلى تجريد کل ما حوله وتفکيک الطبيعة إلى عناصر أولية ، ثم يعيد صياغتها بصورة إيقاعية جديدة بعد تحليلها إلى خطوط وعلاقات هندسية [1]، واهتم الدين بالزينة والجمال مما جعل الفنان المسلم يزين العمائر الدينية والسکنية والعامة .
ويعد القرن الثامن الهجرى فى عصر الدولة المملوکية عصرا للنهضة الفنية  حيث ظهرت فى هذا العصر أساليب فنية جديدة وطرق زخرفية مبتکرة  لعل أبرزها هو استخدام البلاطات الخزفية کأسلوب فنى وعنصر زخرفى جديد فى مصر وبلاد الشام.ولعل السبب فى ذلک هو الغزو المغولى لإيران عام705ﻫ ،وهو ما أدى إلى هجرة الصناع والخزافين الإيرانيين إلى مصر وبلاد الشام .
تعد البلاطات الخزفيه التى عثر عليها فى حفائر سامراء (221/276ﻫ ) أقدم البلاطات الخزفية الاسلامية المعروفة لدينا حتى الآن ، وقد زخرفت تلک البلاطات بالبريق المعدنى، أما  فى مصر فقد استخدمت مصر الفرعونية ما يشبه التربيعات الخزفية فى زخرفة جدران بعض المعابد والأهرامات مثل هرم سقاره المدرج ، إلا أن الطريقة الشائعة فى زخرفة الجدران في مصر القديمة کانت باستعمال الحجر والرخام لتوافرهما فى البلاد أما البلاطات الخزفية فى شکلها المعروف فلم تعرفها إلا فى العصر المملوکى وکان استعمالها محدوداً للغاية[2].
إن إنتاج الفنان المملوکىيعدالعصر الذهبى للعمارة والفنون الإسلامية فى مصر، وقد تنوع خلاله استخدام البلاطات الخزفية الذي لم يکن مجرد تقليد لفکرة سابقة ، وإنما هو تجديد وابتکار لأفکار وعناصر وأشکال فنية جديدة ظهرت فى عصرهم ، فعملوا على إنتاجها وتطوير استخدامها بما يتناسب مع متطلبات العمارة والتصميم للمنشأت وتجديدها من حيث الشکل والزخرفة والاستخدام  والخامة وإنتاجها باشکال وعناصر تتوافق وتتماشى مع روح عصرهم  .
وقد استلهم المصمم الداخلي في العصر الحديث فکرة البلاطات الخزفية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي من خلال تصميمات معاصرة ، وأبدع في استخدام البلاطات الخزفية المستوحاة من التراث الإسلامي  ونوع في شکلها وزخارفها ووظف استخدامها في العديد من التصميمات الداخلية للعمارة بتشکيلات مبدعة أضفت روح التراث الإسلامي الرائع الذي نفتقده في التصميمات الحديثة المتأثرة بالغرب في الفکر والخامة والاستخدام بما لايتناسب مع بيئتنا وأسلوب معيشتنا وفقدنا هويتناالعربية الإسلامية.
مشکلة البحث:
1-     يعد الفن الإسلامي من أعظم الفنون التي أتجتها الحضارات الکبرى ، وتعمد الغرب التقليل من شأن الفن الإسلامي واتجه إلى تفخيم الفنون الغربية ، وانسياق الکثير من العرب وراء تلک الموجة الغربية التي اجتاحت البلاد العربية وکادت ان تفقد هويتها العربية الإسلامية.
2-     غياب مفهوم الفکر الإبداعي  للطراز الإسلامي قي صياغة وتوظيف البلاطات الخزفية الإسلامية في الفراغات الداخلية،
3-     انعدام الهوية في معظم الأعمال الخزفية في مصر ومعظم بلاد الوطن العربي.
هدف البحث :
1-     تعظيم دور الفنان العربي في صياغة وتوظيف البلاطات الخزفية داخل الفراغات الداخلية .
2-     ربط القيم التشکيلية للفن الإسلامي بتصميمات البلاطات الخزفية المعاصرة لمواکبة التطورات الحديثة في عالم التصميم.
الإطار النظري للبحث .
1-     الدراسات السابقة :تناولت الدراسات السابقة الخزف و البلاطات الخزفية خلال العصور الإسلامية  من جانب أثري مستعرضة تاريخها ووصفها في العمارة الإسلامية دون التطرق إلى تطوير تلک الصناعة وتطوير استخدامها والاستفادة منها في العمارة المعاصرة لإحياء التراث الإسلامي.
2-        تحليل النتائج وتفسيرها.



[1]-   جاستون فيت : مجلة الشرق ، المجلد 34 ، 1934، ص 481: 485.


[2]- ربيع حامد خليفة : الفنون الإسلامية في العصر العثماني ، القاهرة ، مصر ، مکتبة زهراء الشرق ، 2001، ص56.