تسهم المؤسسات الإعلانية إلى الترويج إلى أبعاد جديدة تتناسب مع المنتج أو الخدمة المعلن عنها، من خلال وضع استراتيجيات إعلانية جديدة تؤثر في المجتمع حيث تعتمد على تحفيز العمليات العاطفية والوجدانية عن طريق تحريک الدوافع وتغيير الإتجاهات وذلک للوصول إلى تحقيق الإقناع. ومن هنا يأتي دور استراتيجية الفکرة الثقافية memes[1]· التي تعتمد على الإعلان عن أفکار لتدعيم البعد المجتمعي والإنساني وتحقيق التواصل مع المجتمع وإقناع المتلقي بالمنتج المعلن عنه والتأکيد على قيم التواصل المجتمعي کالثقة والعاطفة والإلتزام والإخلاص، والتي تقوم على أساس التواصل بين أفراد المجتمع من خلال نقل رموز ذهنية وعاطفية للإرتقاء بالقيم الإنسانية المتعارف عليها فيما بينهم وتقوية العلاقات الإنسانية المجتمعية. فأصبحت هناک رسائل إعلانية تشجع على التواصل بين أفراد المجتمع من خلال مخاطبة المجتمع بلغته وثقافته وقيمه الإنسانية واحتياجاته التي تتوافر في المنتج المعلن عنه والتأکيد على العلاقة بين المجتمع والمنتج المعلن عنه التي تعمل على تطوير المجتمع بصورة إيجابية. وعند البحث في دراسة هذه الأبعاد عبر الثقافات المتباينة لکافة الشعوب التي يمکن من خلالها التواصل بين الجنسيات والشعوب المختلفة على مستوى العالم، فقد وجد أن المتلقي يتأثر بالمنتج من خلال تخليق لغة رمزية تعبر عن حالته، وأصبحت هذه اللغة متعارف عليها عالمياً حيث أصبح المنتج الذي يرغب المتلقي في شراؤه يتعلق في ذهنه دائماً برمز إجتماعي معين، وبذلک أمکن التوصل إلى تحقيق البعد المجتمعي في الإعلان. وقد أصبحت الشرکات حالياً تقوم بالجمع مابين الربح المادي والهدف الإنساني لذلک اتجهت إلى دراسة النظريات الإنسانيةالمفسرة لإستراتيجية الأفکار الثقافية memes لإقناع المتلقي بالرسالة الإعلانية، من خلال الکشف عن معنى للرموز المجتمعية والإنسانية التي تقدم له للوصول إلى الحافز اللاشعوري والمرتبط بشراء سلعة ما، حيث تمکن "فرويد" من التوصل إلى مستوى اللاشعوري أو اللاوعي من خلال معرفة الذات أو النفس البشرية من خلال التعرف على الرغبات والأحاسيس والمشاعر التي تحيط بهذه النفس، وبتطبيق نظرية التحليل النفسي عند فرويد في الإعلان والترکيز على المعنى الحقيقي للمنتج عند مستوى اللاوعي "Unconscious meaning of a product"، فبمجرد کشف هذا المعنى يمکن الوصول إلى الحافز اللاشعوري الفعلي عند المتلقي وإقناعه بشراء المنتجات والخدمات المعلن عنها والتي يرمز لها بأشياء أو رموز أو قيم معينة.
· memes) أو الوحدات الثقافية علم نشر الأفکار) يمثل الأفکار التي تنتشر من شخص إلى آخر من خلال نسخها أو تقليدها لإنتاج تماثل من الأفکار والمعتقدات تتکاثر خلال العقل البشري.
[1] Richard J. Varey and Michael Pirson/Humanistic Marketing /palgrave macmillan publishers/England/first edition/2014/p. 247 ( المرجع الخاص بتعريف المصطلح)
عبده, عبير, عاطف, لينا, & القاضي, منار. (2018). استراتيجية الأفکار الثقافية في الإعلان ودورها في تحقيق الإقناع. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 3(العدد 11 (1)), 382-398. doi: 10.12816/0046508
MLA
عبير حسن عبده; لينا عاطف; منار محمد القاضي. "استراتيجية الأفکار الثقافية في الإعلان ودورها في تحقيق الإقناع", مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 3, العدد 11 (1), 2018, 382-398. doi: 10.12816/0046508
HARVARD
عبده, عبير, عاطف, لينا, القاضي, منار. (2018). 'استراتيجية الأفکار الثقافية في الإعلان ودورها في تحقيق الإقناع', مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 3(العدد 11 (1)), pp. 382-398. doi: 10.12816/0046508
VANCOUVER
عبده, عبير, عاطف, لينا, القاضي, منار. استراتيجية الأفکار الثقافية في الإعلان ودورها في تحقيق الإقناع. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2018; 3(العدد 11 (1)): 382-398. doi: 10.12816/0046508