فرص ومخاطر تکنولوجيا النانو- والتغيرات التي تحدثها في بعض الخواص الرئيسيه المرتبطه بالشعور بالراحه في الخامات السليلوزيه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الغزل والنسيج والتريکو – کلية الفنون التطبيقيه – جامعة حلوان

المستخلص

يهدف هذا البحث الي التعرف علي الجوانب الايجابيه والسلبيه لتقنية النانوعلي صحة المستهلک والبيئه المحيطه به، حيث کان الترکيز الرئيسي للبحوث حتى وقت قريب على تطوير وتسويق التکنولوجيا؛ وليس على المخاطر الناجمه عن إستخدامها، بالاضافة إلي التعرف علي التغيرات التي يمکن ان تحدثها بعض المعالجات بهذه التقنية علي بعض خواص القماش، والتي تؤثر بالشکل مباشر علي الشعور بالراحه. وتتمثل أهمية هذا البحث في أن تکنولوجيا النانو تعد واحدة من أکثر التکنولوجيات الواعدة للقرن الحادي والعشرين، وقوة دافعة وراء ثورة صناعية جديدة من المرجح أن توفر فرصا کبيرة للنمو. لذا ينبغي عمل تقييم شامل للمخاطر الناجمة عن هذه التکنولوجيا، وتخفيضها إلي أدني مستوى لها، کما ينبغي رفع مستوى الوعي لدى المستهلک ليحيط علما بالفوائد والمخاطر البيئية المحتملة عن المنتجات المزودة بالمواد النانوية. ونحن في هذا الصدد نحتاج إلي مزيد من البحوث حول المخاطر المتعلقة بالتکنولوجيا النانوية، مع توفير التمويل المستقل لتلک البحوث، وإنشاء مراکز أبحاث متخصصه على المستوى العالمي ، وبالطبع الشفافية حول نتائج البحوث من أجل إدارة مخاطر ناجحة لتکنولوجيا النانو.
ويتبع هذا البحث المنهج التجريبي والتحليلي،  حيث تم انتاج ست اقمشه من خامات سليلوزيه مختلفه (قطن ، بامبو ، رايون فسکوز )، تم توظيفها کأقمشة أطفال، ثلاثه منها ترکت دون أي معالجه، بينما تم معالجة الثلاثه الاخرى بنانو أکسيد الفضه ، ونانو ثاني أکسيد التيتانيوم ، وذلک لاکساب القماش بعض الخواص الهامه لتلائم غرض الاستخدام النهائي، مثل مقاومة البکتريا ، ومقاومة الاتساخ . وقد تم إجراء إختبار Pema test (skin model) علي جميع العينات المعالجة والغير معالجة (والذي يشمل إجراء إختبار علي کل من  نفاذية القماش الهواء ، ونفاذية بخار الماء ، والتوصيل الحراري، وهي الخواص المرتبطه بشکل مباشر بتوفير خاصية الراحه للجسم) وذلک للتعرف علي أثر هذه المعالجات علي الخواص المرتبطه براحة الجسم ، وفيما يلي عرض لأهم النتائج:
1-       زاد وزن المتر المربع لجميع العينات النسجيه المستخدمة بالبحث بعد المعالجة بالمواد النانونية ( الرايون، والبامبو، والقطن) بنسبة 29، 22،22 % علي التوالي.
2-       إنخفضت نسبة نفاذية بخار الماء لکل من خامة الرايون والبامبو والقطن بنسبة 6 ،4 ، 8 % علي التوالي بعد المعالجة.
3-       حدث إنخفاضا ملحوظا في نفاذية الاقمشة للهواء لجميع العينات، وبنسب کبيرة وصلت إلي 85 ، 87، 74 %  لکل من خامة الرايون والبامبو والقطن علي التوالي بعد المعالجة.
4-       إنخفض التوصيل الحراري بشکل کبير بعد المعالجة بالمواد النانونيه و بنسب تصل إلي 66، 59، 56 % لکل من الرايون، والبامبو، والقطن علي التوالي بعد المعالجة.
 وقد اوضحت النتائج أن جميع الخواص محل الإختبار قد تأثرت بالمعالجة ولاسيما کل من نفاذية الهواء، والتوصيل الحراري، مما يفقد الخامات السليلوزية أهم مميزاتها وخصائصها، لذا يجب دراسة تأثير مواد المعالجة قبل معالجة الخامة للتعرف علي التأثيرات السلبية التي قد تحدثها هذه المعالجة بخصائص الخامة الاصلية، والتي يکون لها دورا رئيسيا في کفاءة أدائها عند الأستخدام.
من کل ماسبق نستنتج أن المعالجات بالمواد النانونيه وإن کانت قد أضافت خواص مرغوبة للقماش ليلائم غرض الإستخدام النهائي، إلا إنها علي الجانب الاخر أثرت بشکل سلبي علي الخصائص الاساسيه المرتبطة بالشعور بالراحة بالقماش، لذا يجب دراسة تأثير کل مادة معالجة للقماش علي حدى قبل إجراء هذة المعالجة، والتعرف علي تأثيرها علي خواص القماش الاساسية، وإتخاذ القرار المناسب بما يتلائم مع غرض الاداء، وفي نفس الوقت المحافظة علي الخواص الاصيله للخامه ولاسيما إذا کانت مرتبطة بالراحة.