الثقافة البصرية، ودورها في تأکيد هوية مصمم النحت المعماري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس مساعد بقسم النحت والتشکيل المعماري والترميم - کلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان

المستخلص

تمثل إبداعات النحت المعماري انعکاسا واضحا، وصريحا لهوية المجتمع، والبيئة التي تحويها، تلک الهوية التي تضم بين طياتها هوية المصمم في حد ذاته، وانتماؤه لبيئته، ومجتمعه، لذا فعلى المصمم أن يحرص على دعم هويته، وتأکيدها، من خلال تنمية، وتطوير ثقافته البصرية الخاصة.
تلعب منظومة الثقافة البصرية دورا هاما في تأکيد هوية المصمم من خلال محاورها الثلاثة، ألا وهي: الإدراک البصري، الثقافة، والانفعال، فکل محور من هذه المحاور يمثل خطوة في اتجاه تنمية الثقافة البصرية الخاصة بالمصمم، وتطويرها، ففي الوقت الذي يلعب فيه الإدراک البصري دوره بجعل المصمم أکثر قدرة على قراءة الجمل البصرية التي تمده بها البيئة المحيطة، وبالتالي يصبح أکثر إبداعا، وقدرة على حل المشکلات التصميمية، فإن الثقافة تلعب أيضا دورا هاما في إدراک المصمم للمرئيات بشکل عام، والتعرف على ملامح هوية بيئته بشکل خاص، وأخيرا الانفعال الذي يعکس بدوره استجابة المصمم للمثيرات البصرية، لذا فإن تضافر هذه المحاور الثلاثة مع بعضها، يفسر بشکل أو بآخر استجابة المصمم لمثيرات بصرية بعينها، دون غيرها، کما أنه يحدد کيفية استقبال المصمم للمرئيات، تحليلها، ثم التعبير عنها.
في النهاية يمکن القول أن إبداع المصمم لتشکيلات نحتية معمارية مميزة، يعکس إدراکه للملامح المميزة لهوية مجتمعه، وبيئته، وقدرته على التعبير عنها من خلال أعماله، تلک الأعمال التي يستطيع من خلالها أصحاب هذه الهوية التعرف عليها، کما يستطيع أصحاب الهويات الأخرى إدراکها، وهو ما يمکن تلخيصه بتمتع المصمم بثقافه بصرية مميزه.