توجت الفنون المنتجة في العصر السلجوقي(5-8هـ/11-14م) الأعمال الفنية الإسلامية، ونجحت المدرسة الفنية السلجوقية فى مزاحمة غيرها من المدارس الفنية الإسلامية لتحتفظ لنفسها بمکانٍ وقامة يذکرها لها التاريخ, ورغم تشربها بالعديد من تأثيرات الحضارات السابقة والمعاصِرة لها وانعکاس ذلک فى فنونها , إلا أن تلک المؤثرات قُدِمت فى حلولٍ تشکيلية وفنية جديدة, وساعد على خلق بيئة فنية مبدِعة رعاية الحکام فى ذلک العصر للفنون وتوفر الخامات وانتشرت مراکز و ورش إنتاج الأعمال الفنية فى کل ربوع الأراضي السلجوقية , وتکامل مثلث الإبداع بإشترک کل من الصانع والفنان والمزخرف والمصمم فى تشکيل زواياه , فترک لنا ذلک العصر ميراثاً نحتفى به إلى الآن , و قد تأثرت بذلک الميراث الحضارات التى عاصرت السلاجقة والحضارات التى أعقبتها. برزت الأعمال المعدنية لتأخذ مکانها کأحد أهم مجالات الإبداع الفنى للمدرسة الفنية السلجوقية، حيث ينعکس فى تلک الأعمال تمکن الفنان والحرفى من تطويع المعادن المختلفة وتحويلها إلى هيئات تشکيلية لها بعد وظيفى وجمالى کما ينعکس من خلال تلک الأعمال کيف أطلق کل من الفنان والحرفي العنان لخيالهم الخصب ودقة ملاحظتهم للبيئة المحيطة ليکونا معا سلاحهما فى إنتاجهم الفنى المميز فى ذلک العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وتقدمت "المباخر" لتحتل مکانا مميزا بين الأعمال المعدنية الإسلامية بصفة عامة والمعادن السلجوقية بصفة خاصة، فقد کانت المبخرة مناط إهتمام الفنان فى ذلک العصر نظرا لأهمية ذلک العمل المعدني من الجانب الحياتى والتطبيقي، والديني. تعددت الهيئات التشکيلية التى نفذت بها المباخر المعدنية الإسلامية وأتسمت بغنى أسطحها بالتصميمات الزخرفية ذات الثراء التشکيلى الناتج عن تنوع عناصر تلک التصميمات ما بين عناصر زخرفية " هندسية، کتابية، نباتية، أشکال آدمية، کائنات خرافية، طيور، حيوانات "، ومن أکثر المباخر المميزة فيما بين المباخر الإسلامية "المباخر الحيوانية" وخاصتا تلک التى أنتجت فى العصر السلجوقى بإقليم خراسان، والتى برز من بينها مجموعة من المباخر أدرجت على أنها " مباخر أسدية " فى الکتب والمقالات والمتاحف, ويسعى البحث لتأکيد الخطأ والذى وقع فيه المؤرخين والأثريين والباحثين فى توصيف تلک المباخر على أنها "مباخر أسدية " ويجانب الصواب کل من يدرج تلک المباخر تحت ذلک التصنيف فبعد دراسة وتحليل أعداد کبيرة من تلک المباخر نستطع تأکيد أنها لم تشکل على هيئة أسد وأنها لنوع من القطط يرجح أنه " کارکال " وقد قمنا فى تحليلنا هذا بالإعتماد على عدة رکائز نستند عليها لتأکيد وترسيخ ذلک التحليل وهذا ما سوف ننتناوله بالدراسة خلال البحث.
موسى, مروى. (2018). المبــاخر المعــدنية القططــية الســلجوقية : رؤية جــديدة. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 3(العدد 11 (1)), 575-603. doi: 10.12816/0046518
MLA
مروى عبد الرشید موسى. "المبــاخر المعــدنية القططــية الســلجوقية : رؤية جــديدة", مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 3, العدد 11 (1), 2018, 575-603. doi: 10.12816/0046518
HARVARD
موسى, مروى. (2018). 'المبــاخر المعــدنية القططــية الســلجوقية : رؤية جــديدة', مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 3(العدد 11 (1)), pp. 575-603. doi: 10.12816/0046518
VANCOUVER
موسى, مروى. المبــاخر المعــدنية القططــية الســلجوقية : رؤية جــديدة. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2018; 3(العدد 11 (1)): 575-603. doi: 10.12816/0046518