الميتافيزيقا کباعث فکري في صياغة وتشکيل النتاج المعماري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم التصميم الداخلي – کلية الفنون و التصميم – جامعة اکتوبر للعلوم الحديثة و الآداب MSA

المستخلص

لقد ظلت العمارة في اتصال وتکامل لم يخل من تطور في الشکل والتفاصيل والمفردات المعمارية التي ميزت کل فترة عما بعدها. وقد سار التطور الإبداعي الکلاسيکي في الماضي تحت شعارات محددة واضحة غلبت عليها ملامح الاتزان والتوافق والوضوح والقوة والتماثل...الخ. کما کان التطور بطيئاً متراکماً وفي اتجاه التجويد والتحسين. أوجد الارتباط بالنظم والقواعد السائدة والأعراف المتوارثة ارتباطاً عضوياً مستمراً مقدساً سواء أکان ذلک في العمارة الرسميةFormal Architecture . أو في العمارة الشعبية  Vernacular Architecture, وقد نشأت بذلک الطرز العالمية التي استمرت في الماضي لآلاف السنين، وٕان اختلفت من مکان لآخر ومن مبنى لأخر، اختلافات تفصيلية زمانية ومکان.
يؤکد البحث على محورية دور الميتافيزيقا کباعث فکري في صياغة وتشکيل الفکر والنتاج المعماري، وفي صياغة وتشکيل الظواهر والطرز المعمارية التي تعجز الدراسات المادية وحدها عن تحليلها والکشف عن جوهرها وتفسيرها حيث أن التفسيرات المادية تختزل الظواهر في بعد واحد مادي يصف ويشرح العلاقات الوظيفية والأسباب التشکيلية والنسب البنائية دون الغوص فيما وراء الشکل من أفکار وفلسفات ودوافع لدى المعماري أو المجتمع، والبنية الميتافيزيقية  )فلسفي – ميثولوجي – ديني(  للإنسان في هذا المجتمع، بل لابد من تحليل هذه الظواهر من خلال رصد کامل للمکونات التراثية والرمزية الفلسفية المصاحبة للظاهرة بالإضافة إلى المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي فرضها التقدم العلمي والتطور، وبخاصة منذ عصر النهضة والذي عمل على تغيير وٕاعادة تشکيل البنية الميتافيزيقية لدى الفرد, من خلال فرض معتقدات وفلسفات ورؤى فکرية حلت محل العقائد والأساطير التي شکلت التراث الفکري والعقائدي لدى الفرد والجماعة في الماضي.