نشأة التصوير الإسلامي ومراحل تطوره خلال العصور التاريخية المتعاقبة ( دراسة تاريخية وصفية )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الفنون الجميلة- قسم التربية الفنية- جامعة بابل

المستخلص

يتلخص البحث بعدة مدارس مهمة کان لها الدور الأساسي في نشأة وتطور الفن الإسلامي :
 أولاً -المدرسة العربية:
تمتاز صور المخطوطات الاسلامية التي تنتمي إلى المدرسة العربية بميزات رئيسة عامة تختص بها دون غيرها من مدارس التصوير الإسلامي الأخرى التي ظهرت في العصور الإسلامية وکانت من أهم هذه المميزات جميعاُ في رأينا أن صور مخطوطات المدرسة العربية تکون جزءاً من المتن يُقصد بها شرحه وتوضيحه وليست ميدانا لإ ظهار المواهب الفنية للمصورين .[1]
ثانياً-  مصر وسوريا:
       ترجع العناية إلى فن التصوير في سوريا ومصر إلى القرون الأولى للهجرة ، إذ تخبرنا المصادر التاريخية العربية عن مدى العناية والرعاية التي بذلت للمصورين من أجل تزويق المخطوطات بالصور الملونة في شتى فروع العلوم الإنسانية ، ولکن ربما کان لطبيعة المادة التي کانت تصنع منها هذه المخطوطات من استعداد لتعرضها للفقد والتلف ، لذلک لم تصلنا آثار مادية من التصوير في هذين الإقليمين ترجع إلى العصر ما قبل العصر الأيوبي أي قبل القرن (6ه)
ثالثاٌ- اليمن:
          لحسن الحظ تم اکتشاف نسخة من مقامات الحريري مزوقة بالتصاوير بالمکتبة الغربية بالجامع الکبير في صنعاء ، وقد بدأ نسخها أحمد بن دغش ثم ابنه محمد وکان تاريخ الفراغ من نسخها وتزويقها عام 1121هـ/1709م.
رابعاٌ- المغرب والأندلس:
         ازدهرت مدرسة التصوير العربية ولم تقف کما رأينا فيما سبق عند حدود العراق ولکنها امتدت بأساليبها الفنية وخصائصها المميزة العامة الى سورية ومصر، وکذلک امتدت إلى شمال إفريقيا حيث المغرب العربي ، واجتازت مضيق جبل طارق لتعبر إلى الأندلس فظهرت مخطوطات مزوقة بالصور الملونة من بلاد المغرب ، والأندلس تؤيد ما جاء في المصادر التاريخية من إشارات تذکر أن الخليفة الحکم أرسل البعثات إلى الشرق لشراء المخطوطات وأنشأ مجمعاً لفن الکتاب جمع فيه الخطاطين والمصورين والمذهبين ؛ وذلک لينسخوا المخطوطات ويزوقوها بالصور ويذهبونها .
خامساٌ- المدرسة العربية في إيران:
      على الرغم مما عرف عن إيران وشهرتها في فن التصوير قبل الإسلام , إلا أنه لم تصلنا مخطوطات مزوقة بالصور تحمل تاريخ نسخها , وتزويقها قبل سنة (697ه -1297م) کما تذکر الکتابة التي سجلت بنسخة مخطوطة من کتاب منافع الحيوان، لابن يختيشوع ، ويغلب الظن أنه کانت هناک الکثير من المخطوطات المزوقة بالصور الملونة المرسومة بحسب المدرسة العربية في التصوير الإسلامي وکانت تحمل تواريخ نسخها ، وکلها تعود إلى ما قبل تاريخ مخطوطة کتاب منافع الحيوان .[2]
سادسا  - المدرسة الترکية العثمانية:
          تکتسب مدرسة التصوير الترکية العثمانية أهمية خاصة بين مدارس التصوير الإسلامي ؛ نظراً لطول الفترة الزمنية التي عاشها والتي امتدت من القرن 9هـ/15م إلى اواخر 13هـ/19م فضلاً عن کثرة المخطوطات المزوقة بالتصاوير واختلاف موضوعاتها ما بين مخطوطات أدبية ومخطوطات علمية، بالإضافة إلى عشرت الألبومات التي تشتمل على صور متنوعة.
 
سابعاٌ-المدرسة المغولية الهندية:
          تعد المدرسة المغولية الهندية من المدارس الفنية المتميزة في الفنون الإسلامية بصفة عامة وفن التصوير بصفة خاصة، وقد نمت هذه المدرسة وازدهرت بفضل رعاية وتشجيع أباطرتها ؛ ولذلک فإنه يلاحظ أن تاريخ هذه المدرسة وتطورها بمعنى أوضح يرتبط ارتباطا وثيقا بعهود هؤلاء الأباطرة فلکل عهد من تلک العهود صفاته الخاصة به.
ويبين موضوع البحث التطور في الأعمال الفنية من مدرسة إلى أخرى رغم اختلاف البلدان ولکن الطابع الإسلامي يجمع بين تلک المدارس مما أبراز التقدم والتطور في الأعمال الفنية، وبذلک يمکن استقراء التيمة الأساسية التي يتشکل منها التصوير الإسلامي من حيث بنائية الشکل، أو موضوعية الصورة , ولهذا الأهمية في رصد المبتغى الأساسي لتوحيد الخطاب البصري الإسلامي ,مراعياً , ما هو مختلف راجع إلى العوامل الأخرى التي تشکل وتؤثر على الصورة في أي مکان ،  ولهذا الأثر المهم في تحديد مسارات التصوير عبر التاريخ وإيجاد المنطلق التأسيسي للتصوير الإسلامي ؛ ليکون  التصوير کمفهوم له المصداقية الإسلامية .
ولکل مدرسة من هذه المدارس بعض المراکز الفنية المتفرعة منها أو تابعة لها تمثل تطور أسلوب کل مرحلة .....
الإطار النظري (المنهجي )