جماليات التراث المعماري العثماني بالجزائر مسجد کتشاوة انموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الجزائر 1يوسف بن خدة _کلية العلوم الاسلامية

المستخلص

يعد التراث المعماري جزءا مهما من مجمل ما يحتويه التراث الثقافي، ذلک أن التراث المعماري يلعب دورا کبيرا في الحفاظ على هوية وأصالة الأمة. وتعد العمارة العثمانية آوج ما وصل إليه الفن المعماري الاسلامي من تطور . والذي ساهم في انتشار الفن المعماري العثماني في مناطق عدة هو قوة الدولة العثمانية ونجاحها في مد نفوذها الى اراض في القارات الثلاث. وکانت الجزائر من بين أهم البلدان التي فرضت سيطرتها عليها من بلاد المغرب الاسلامي. وقد امتد الحکم العثماني في الجزائر قرابة ثلاثة قرون (1514 إلى سنة 1830)،الموافق ل(:920_1245ه) واحدث العثمانيون تطورا في فن العمارة الإسلامية بالجزائر من خلال تشييد الکثير من المباني المعمارية ذات الطابع الهندسي الاسلامي بتصاميمها الجميلة. ويأتي جامع کتشاوة في مدينة الجزائر قرب حي القصبة بمثابة أيقونة العمارة والثقافة الإسلامية في الجزائر بطرازه المعماري المميز ودوره الديني والعلمي. وقد استهدف الجامع من قبل الاحتلال الفرنسي ، حيث قام الفرنسيون بتحويله الى کنيسة وتحوير بعض جوانبه العمرانية من قبيل وضع برج في جنوبه ليحمل الناقوس وعرف باسم برج الجرس، کما ازالوا بعض سماته العمرانية الاسلامية او سعوا لطمسها، لکن الجامع سرعان ما استعاد هويته بعد التحرير ليعود منارة ومعلم مهم للجزائر وللعمارة الاسلامية رغم کل محاولات التدمير التي تعرض لها. واليوم يمکن لهذا الجامع ان يکون محورا حرکة سياحية نشطة جدا تحقق التنمية المستدامة. ويتتبع هذا البحث ثلاث مسارات اساسية: البحث في التطور التاريخي لهذا الجامع عبر مراحله العثمانية والفرنسية والمرحلة المعاصرة، اما المسار الثاني فعمراني يتابع الجانب العمراني الاسلامي للجامع ومزاياه الجمالية المتفردة، اما المسار الثالث فيهدف الى التنبيه الى الامکانيات التي يمکن لهذا الجامع ان يوفرها اليوم لتحقيق التنمية المستدامة عن طريق توظيف هذا الاثر المعماري المتفرد للاهداف السياحية، فتاريخه العريق: العثماني، الفرنسي، الاسلامي، يمکن ان يجعل منه نقطة استقطاب لإعداد کبيرة من السياح ذوي الاهتمامات والمشارب المختلفة، فالبحث يسعى للتنبيه على اهمية العناية بالجامع ومنطقته لأغراض متعددة منها ما يرتبط بالناحية المادية ومنها ما يتعلق بالجانب الثقافي وتحقيق التواصل الفکري مع السائح، والجانب الاخر ما يمکن ان يتحه هذا الجامع من ميدان لدراسة العمارة الاسلامية لاثراء معارفنا عن الموضوع، انطلاقا من هذا العمل العمراني النادر.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية