تشتمل المعتقدات الدينية اليونانية القديمة على إشارات کثيرةٍ إلى شخصياتٍ أسطورية بشريةٍ وغير بشريةٍ تقوم بأعمال خارقة، وإلى العديد من الکائنات ذات الأشکال غير الطبيعية التى تجمع- على سبيل المثال- ما بين أجزاءٍ بشريةٍ وأخرى حيوانيةٍ، أو ما بين أجزاءٍ من حيواناتٍ مختلفة.ومن أهم الکائنات التى لعبت دوراً مهماً فى الأساطير والمعتقدات اليونانية القديمة ، مجموعةٌ من الکائنات الأسطورية التى تتصف بتعدد رؤوسها. يهدف هذا البحث إلى دراسة الأعمال الفنية اليونانية التى تصور أحد هذه الکائنات الأسطورية ، وهو الوحش الخرافى تيفون (Typhon) وذلک کى أوضح مجالات انتشار هذه الأعمال وحدودها الزمنية، ولبيان السمات التى تجمع بينها فى الفن اليونانىّ القديم بشکلٍ عام. تيفون Typhon : - تيفون أحد الکائنات الأسطورية الموجودة في المعتقدات اليونانية ، وهو وحش أسطوري يخرج من کتفيه مائة رأس ثعبانية تخرج منها ألسنة سوداء وتتوهج النار من عينيه ، وهو آخر أبناء جايا (Gaya ) "الأرض " ووالده التارتاروس ( Tartarus ) " الجحيم " ، وتزوج من إيخيدنا ( Echidna ) وأنجب منها عدداً من الوحوش منهم کيربيروس( Cerberus) ، خيميرا (Chimaera) ، لادون) Ladon ) ، أورثوس( Orthus) وغيرهم من المخلوقات تيفون في الأعمال الأدبية : - يذکر الشاعر اليوناني القديم هسيودوس( Hesiod ) في ملحمته التي تحمل اسم ثيوجونيا ( Theogoneia ) " نسب الآلهة": أن جايا هي والدة تيفون وأنها أنجبته من تارتاروس( Tartarus) " الجحيم " ، ويزودنا هسيودوس بأول إشارة مفصلة في المصادر الأدبية عن الصفات الخلقية لتيفون حيث يقول : أن يديه وذراعيه قويان، ويعمل بهما بقوة، وأقدام ( هذا )الإله القوي تعرف التعب، وتخرج من کتفيه مائة رأس ثعبانية لحًّية مخيفة، والرؤوس تخرج من ألسنة سوداء ، ومن العيون الموجودة في الرأس البشرية تتوهج النار تحت الرموش : ومن کافة الرؤوس تخرج النار من عينيه باتجاه من ينظر إليه ، وداخل کل واحدة من هذه الرؤوس المخيفة توجد أصوات تجمع کل النبرات المرعبة، التي لا تستطيع الآلهة في بعض الأحيان فهمها، ولکنها تضم في أحيان أخري صوت الثيران، ذات النظرات المتعالية والغضب الجامح، أو حتي مثل الأسد الذي لاتعرف قسوته حدوداً أو مثل نباح الکلاب،الذي يُدهش من يسمعه، أو مثل الصفير الذي تردد صداه الجبال . هذه الصورة التى يحدد هسيودوس أهم سماتها تشتمل على مظاهر القوة الخارقة التى اتصف بيها تيفون ، بالإضافة إلى أن لديه عدة رؤوس وأنه يصدر أصواتا تستعصى على الفهم أو القدرة على تحملها؛ وأن عينيه تبث النيران التى تحرق أعداءه. ويرتبط تيفون فى المعتقدات اليونانية القديمة بفکرة الثأر وبعقيدة الصراع بين الخير والشر حيث أنجبته جايا لتثأر لأبنائها الذين قضى عليهم الآلهة، ويتضح ذلک بشکل خاص من دور تيفون فى تحريک العواصف والأعاصير ، فبينما تأتى الرياح الطبية والمفيدة من زيوس فإن العواصف المدمرة والأعاصير التى تقضي على السفن فى البحار وعلى ما يقيمه الناس فى الأرض تصدر عن تيفون،الذى يخرج أيضا الحمم البرکانية من باطن الأرض
بلال, سارة. (2017). المخلوقات ذات الرؤوس المتعددة فى الفن اليونانى. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2(5), 165-178. doi: 10.12816/0036605
MLA
سارة عبدالناصر بلال. "المخلوقات ذات الرؤوس المتعددة فى الفن اليونانى", مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2, 5, 2017, 165-178. doi: 10.12816/0036605
HARVARD
بلال, سارة. (2017). 'المخلوقات ذات الرؤوس المتعددة فى الفن اليونانى', مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2(5), pp. 165-178. doi: 10.12816/0036605
VANCOUVER
بلال, سارة. المخلوقات ذات الرؤوس المتعددة فى الفن اليونانى. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2017; 2(5): 165-178. doi: 10.12816/0036605