قضايا المرأة بين التراث والواقع في الحضارات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث بالماجستير قسم الاديان المقارنة معهد الدراسات والبحوث الاسيوية جامعة الزقازيق

المستخلص

لقيت المرأة عبر التاريخ وفي مختلف العصور أنواعاً شتى من المعاملة، تراوحت بين قيادة الأمم و الشعوب، وبين الاضطهاد والظلم والکبت، وإن کان الغالب هو استغلال المرأة وسلب حقوقها .وقد کان الإسلام سباقاً في إعطاء المرأة حقوقها، ورفع مکانتها وإعلاء شأنها، ومع ذلک فلم يسلم من الافتراءات، وتشويه الحقائق والطعن المباشر وغير المباشر، إلا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وقد شهد بفضله المنصفون من کل الملل .   قالت ( بيزنت ) زعيمة التصوفية العالمية في کتابها ( الأديان المنتشرة في الهند ) : ما أکبر خطأ العالم في تقدير نظريات النبي فيما يتعلق بالنساء، فقد قيل إنه قرر بأن المرأة لا روح لها! فلماذا هذا التجني على رسول الله ؟ أعيروني أسماعکم أحدثکم عن حقيقة تعاليمه في هذا الشأن.قال الله سبحانه و تعالى : ( ومن يعمل من الصالحات من ذکر أو أنثى وهو مؤمن فأولئک يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ) النساء :124 ، وبعد أن سردت کثيراً من الآيات القرآنية التي تحث على رعاية المرأة وإکرامها قالت: ولا تقف تعاليم النبي عند حدود العموميات ، فقد وضع قانوناً لميراث النساء
1. المرأة في الحضارة اليونانية : -
مع أن اليونانيين کانوا أصحاب حضارة عريقة، إلا أنهم کانوا ينظرون للمرأة على أنها من سقط المتاع، فقد کان أهل أثينا يعرضونها في الأسواق للبيع، وکان هذا من حق الزوج على زوجته متى شاء على ما هو المعروف بين مجتمعهم، بل کان من حق الزوج أن يؤجر زوجته أو يقرضها، لأنها عنده أشبه بفرسه أو سلاحه  ، وکان للزوج الحق المطلق في تطليق زوجته بينما لم يکن من حق  المرأة طلب الطلاق إلا في حالات أستثتائية، ونجدهم قد وضعوا العراقيل في سبيل الوصول إلى هذا الحق ، ومن ذلک أن المرأة إذا أرادت أن تذهب للمحکمة لطلب الطلاق يتربص بها زوجها في الطريق حيث يأسرها ويعيدها قسراً إلى البيت . کان الأب لدى الرومان القدماء غير ملزم بقبول ضم ولده منه إلى أسرته ذکرا کان أو أنثى، بل کان يوضع الطفل بعد ولادته عند قدميه، فإذا رفعه وأخذه بين يديه أصبح الطفل من أفراد الأسرة، وإلا فإنه يعني رفضه لذلک، فيؤخذ الوليد للساحات العامة حيث يلتقطه البعض أو يموت جوعاً. وکان لرب الأسرة أن يدخل في أسرته من الأجانب من يريده ويخرج من أبنائه الذين هم من صلبه من يشاء ، أو يبيعهم ، فقد کان من حق الأب أن يبيع أولاده کانت المرأة لديهم تعاني الاضطهاد، فکان الأفراد المتبعون للديانة الزاردشتية يحقرون شأن المرأة، ويعتقدون أنها سبب هيجان الشرور التي توجب العذاب والسخط لدى الآلهة  . وکانت المرأة في مذهب فارس القديم تحت سلطة الزوج، الذي له حق التصرف في زوجته کتصرفه في ماله ومتاعه، وکان له إذا غضب أن يحکم بقتلها أو بسجنها الأبدي في بيتها، کذلک له الحق في بيع امرأته، وله أن يتزوج بمن يشاء من الزوجات دون شرط أو تحديد عدد
2. المرأة في المجتمعات الأوروبية قديماً : -
 کانت الزوجات تباع في انجلترا ما بين القرن الخامس والحادي عشر، وفي القرن الحادي عشر أصدرت المحاکم قانوناً ينص على أن للزوج الحق في نقل أو إعارة زوجته إلى رجل آخر لمدة محدودة ، وأشر من ذلک ما کان للشريف النبيل_ روحانياً أو زمنياً– الحق في الاستمتاع بامرأة الفلاح إلى مدة أربع وعشرين ساعة من بعد عقد زواجها عليه ( أي على الفلاح ).وفي عهد الملک هنري الثامن ملک انجلترا أصدر البرلمان قراراً يحظر على المرأة أن تقرأ کتاب العهد الجديد، أي انه يحرم عليها قراءة الأناجيل وکتب رسل المسيح
3. المرأة العربية في الجاهلية : -
عانت المرأة العربية في الجاهلية من سوء المعاملة، والنظرة الدونية، ولم تمنح لها أية حقوق، لا في المهر ولا في الميراث،ولم يکن لها حتى حق اختيار زوجها ، وقد کانت بعض القبائل العربية تئد بناتها خشية العار، يقول الدکتور حسن إبراهيم : ( کانت عادة وأد البنات لاعتقادهم أنه ليس بهم من حاجة لتربية نفر غير مفيد )
واقع المرأة لدى المجتمعات الغربية المعاصرة
لقد حصل المنعطف الأکبر في أسلوب حياة المرأة الغربية منذ انقلبت أوروبا على الدين المتمثل بالکنيسة ورجالها، وانتهجت سبيل العلمانية التي تقوم على نبذ سلطان الدين ، فتحول الأوروبيون ومن حذا حذوهم بعد ذلک من الإيمان والتزاماته إلى الإلحاد والمادية .
فتغير نمط الحياة العامة لدى الغرب، و تغيرت کثير من مفاهيمه عن الحياة والقيم وتبدلت فيه المعايير الأخلاقية ، فما کان بالأمس عاراً أصبح في ظل هذا التغير حرية شخصية، لا يجد الناس ضيراً في ممارستها .
ولاشک ان تناول البحث وضع المرأة في الحضارات القديمة( المرأة لدى اليونان - المرأة لدى الرومان- المرأة لدى الفرس - المرأة في المجتمعات الأوروبية القديمة- المرأة العربية في الجاهلية) مع بيان کيف کرم الإسلام المرأة على مدى العصور ثم بعث النبى صلى الله عليه وسلم وکيف ورد ذکرها بالقرآن الکريم وبينت سورة النساء کيف کرم الاسلام المرأة.