تربة عثمان بن أغلبک بحلب دراسة آثارية معمارية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الآثار الإسلامية المساعد - کلية الآثار – جامعة القاهرة

المستخلص

تقع هذه التربة خارج باب المقام، بالقرب من التربة المهمازية المعروفة الآن بجامع المقامات، ويعرف الحي الذي تقع به بمحلة المقامات، وتحدد عثمان موقعها بأنها جنوبي جامع قراسنقر الجوکندار، في حين يشير حجار إلى أنها تقع إلى الشمال من المدرسة الظاهرية البرانية في الشارع المسمى حالياً بشارع الملکة ضيفة خاتون.
     وباب المقام هو أحد أبواب مدينة حلب ، ويشير ابن شداد إلى أن بناء هذا الباب يرجع إلى فترة حکم الملک الظاهر غياث الدين غازي والذي أنشأ معه کلًّ من باب النيرب وباب القناة ، إلا أنه لم يتمهما وأتمهما ولده الملک العزيز محمد، وکان باب المقام يعرف باسم "باب نفيس" نسبة إلى رجل کان يشغل وظيفة اسباسلار.
      ويذکر الغزي أن باب المقام عُرف بهذا الاسم لأنه يُخرج منه إلى المقام المنسوب إلى سيدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام)، ويضيف الغزي " ثم يمشي السور قليلاً وينعطف إلى الغرب ويکون فيه باب المقام مکتوب في دائرة بجانبه عز لمولانا السلطان الملک الأشرف برسباي عز نصره، وکان ابتداء عمارة هذا الباب في أيام برسباي المذکور وکملت عمارته في أيام الملک الأشرف ابي النصر قايتباي ومکتوب على سور هذا الباب الموجه جنوباً أمر بتجديد هذا السور المبارک السلطان الملک الأشرف ابو النصر قايتباي عز نصره سنة 870 ومکتوب في دائرة بجانبه عز لمولانا السلطان الملک الأشرف أبو النصر قايتباي عز نصره، وهذا الباب وأسواره متوهنة جداً".
      ويتضح مما سبق أن ابتداء عمارة باب المقام کان في أيام الظاهر غازي وأتمه ابنه العزيز محمد ثم عُنى به الأشرف برسباي ، وليس کما ذکر الغزي أن برسباي هو من ابتدأ عمارته، وجدد عمارته الأشرف قايتباي کما يذکر صراحة النص المسجل على الباب والذي اورده هرزفيلد وجاءت فيه عدة کلمات زيادة عما ذکره الغزي ، وکذلک هناک اختلاف للتاريخ حيث سجل به " أمر بتجديده السلطان الملک الأشرف أبو النصر قايتباي عز نصره في أيام مولانا ملک الأمراء سنة ثمان وتسعين وثمانمايه".
      ويقول الغزي: إن المحلة عُرفت باسم محلة المقامات لکثرة ما اشتملت عليه من الترب والمدافن ومقامات الصالحينD'archéologie Orientale, 1955, p.67