المـــکـــــــــــــان البـــــطــــــــل و الفضاء التشکيلي في روايتي (ذاکرة الجسد) و (فوضى الحواس) لأحلام مستغانمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد الأدبي - کلية دار العلوم – جامعة المنيا

المستخلص

تعد الفنون التشکيلية أحد الروافد المهمة التي وظفتها الرواية العربية المعاصرة لأبعاد فنية ودلالية، وذلک نتيجة التداخل الفني الممکن بين الفنون والأنواع الأدبية.  ويحاول هذا البحث مقاربة کيفية التعبير عن الفضاء المکاني بوصفه تيمة أساسية تقوم بدور البطل في الرواية من خلال علاقته بالفضاء التشکيلي. ومن ثم فإن هذا البحث يقع ضمن إطار الدراسات البينية التي تهتم بتأويل العلاقة بين النقد الأدبي والنقد التشکيلي.
وتتحقق العلاقة بين الرواية والفن التشکيلي في روايتي: (ذاکرة الجسد)، و(فوضى الحواس) للکاتبة الجزائرية (أحلام مستغانمي)، حيث يحتل المکان دور البطل في الروايتين، ويتم التعبير عنه من خلال تحققه السردي، ومن خلال الفن التشکيلي أيضاً، فيتجسّد في لوحات فنية في رواية (ذاکرة الجسد) رسمها بطل الرواية، بينما کان الفن التشکيلي الفکرة التي انطلقت منها رواية (فوضى الحواس). ويتناول البحث مصطلحي الدراسة (المکان البطل، والفضاء التشکيلي)، وتيمة السرد في الروايتين، ورمزية اللوحات التشکيلية في الرواية الأولى، والتجريب السردي للفن التشکيلي في الرواية الثانية.
تکشف الدراسة أن المکان کان التيمة الأساسية للسرد في الروايتين، وأن الشخصيات کانت معادلاً للمکان، وأن اللوحات التشکيلية التي حوتها الرواية الأولى ارتبطت بحب البطل لوطنه، حتى اللوحة التي حملت وجهاً فرنسياً ارتبطت بالهوية الحضارية والطابع الشرقي للثقافة العربية. وفي رواية (فوضى الحواس) رسمت بطل الرواية (حياة) شخصيات قصتها التي نسجها خيالها وأحبتها، کما فعل بجماليون مع تمثاله- وتلتقي بهم في الواقع، لکنها تفشل في الوصول إلى الرجل الذي أحبّته وبحثت عنه، وکان هذا معادلاً في الواقع لفشل تحقق (أحلام) الوطن المنشود. وفي کلا الروايتين نجحت الکاتبة في توظيف لغة الفن التشکيلي في السرد للتعبير عن تجربتها.