النظرة الرومانسية للمرأة الشرقية بين المحلية والعالمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

       الفن هو أحد المصادر الثقافية فى المجتمع التى تعنى وتهتم بالجانب الإبداعى والخيالى لعقل الإنسان، فهو يقوم بدور جوهرى فى الحضارة البشرية " فالفن ظاهرة إنسانية يتم تشکيلها رمزيا بأشکال تعکس ثقافة الفنان وثقافة المجتمع الذى يعيش فية"[1]. والإتجاة الرومانسى هو أحد إتجاهات الفن الحديث و"يمثل الإتجاة الرومانسى فى الفن ثورة من أجل التخلص من التقاليد الأکاديمية ومن مصادر الإيحاء التى تعتمد على المحاکاة للنماذج الإغريقية الکلاسيکية، وکان على الفنان الرومانسى أن يقهر فى تصوراتة الوضوح ويستبدلة ببهاء الألوان القوية وبطعنات الفرشاة العميقة أما مادة الفن فهى الأساطير والغرائب التى عثروا على منابع لها فى عالم الشرق"[2]
      ولقد ظلت المرأة محورا لأعمال الفن عبر العصور، وعبر الفنانون الغربيون عن المرأة الشرقية  فى أعمالهم الفنية بصورة رومانسية باحثين عن إکتشاف عالم المرأة الغامض بأسرارة المدهشة. فنجد الفنان (أوجين ديلاکروا) بعد الرحلة التى قام بها إلى شمال أفريقيا يعبر فى لوحة (نساء الجزائر) شکل رقم (1) عن المرأة الشرقية متأثرا بتلک الصورة الأسطورية الغامضة التى شاهدها وکونها فى مخيلتة  عن المرأة فى الشرق. 
 
شکل رقم (1) لوحة (نساء الجزائر) للفنان (أوجين ديلاکروا)
 وعبر الفنانين المستشرقين الذين أقاموا فى مصر وشاهدوا المرأة المصرية فى الأحياء الشعبية تختفى خلف المشربيات والبراقع فمثلت لهم سحر الشرق وغموضة وجاذبيتة. فصوروها فى أعمالهم الفنية بصورة المرأة المرتمية بين الوسائد الحريرية المتلفعة بالأردية الثمينة. "وقد کان لهذه الصورة أثر على الذهن الغربي الذي إعتمدها مارکة مسجلة للمرأة الشرقية، کما کان لها من جهة أخرى تأثيرها على الذهن العربي في إضفاء ملامح أسطورية إغوائية على المرأة الشرقية"[3]. ونلاحظ ذلک فى أعمال بعض الفنانين المصريين الرواد الذين درسوا الفن وتدربوا علية على يد الفنانين الغربيين مثل الفنان(محمود سعيد) الذى " درس فن التصوير بمرسم الفنان الإيطالى (زانييرى) بالإسکندرية "[4]. مما کان لة أثر فى تکوين شخصيتة وأسلوبة فى التعبير عن المرأة الشعبية "فنلمح إهتداء (سعيد) إلى نموذج الآنثى الذى وجدة فى المرأة (بنت البلد) فى إحتفائها الخفى بالجنس وإيماءاتها إلية فى العيون والأجزاءالمعبرة عن الخصوبة وفى الجو الذى يلفة ضوء خاص يضيف إلى البعد المادى أبعادا نفسية غامضة ومثقلة بالأسرار"[5] .کما فى لوحة (المرأة ذات الجدائل الذهبية) شکل رقم (2) و(بنات بحرى)غيرها من أعمال الفنان محمود سعيد.
 
شکل رقم (2) لوحة (المرأة ذات الجدائل الذهبية) (١٩٣٣) متحف الفن الحديث بقطر
وفى هذا البحث ستقوم الباحثة بدراسة المفهوم الجمالى لصورة المرأة الشرقية فى أعمال فنانين من الإتجاة الرومانسى وتطبيقا على  أعمال الفنان المصرى (محمود سعيد) و أعمال الفنان الفرنسي (أوجين ديلاکروا).
 
مشکلة البحث: تتلخص مشکلة البحث فى التساؤل الآتى:
- کيف ظهرت صورة المرأة الشرقية فى أعمال فناني المدرسة الرومانسية الغربيين  ؟
-کيف أثرت صورة المرأة فى فنون المستشرقين على بعض الفنانين المصريين الرواد وإنعکاسها فى أعمالهم الفنية  ؟
أهــــداف البحث:
-       إلقاء الضوء على نظرة  الإتجاة  الرومانسي  للمرأة الشرقية.
-       التعرف على أثر فنون المستشرقين  على صورة المرأة فى أعمال بعض رواد الفن التشکيلى المصرى.
 
فــروض البحث:
-        يمکن من خلال البحث التعرف على نظرة الإتجاة الرومانسى للمرأة الشرقية .
-       أن صورة المرأة التى عبر عنها بعض الفنانين المصريين الرواد قد تأثرت بفنون المستشرقين الذين درسوا لهم الفن .
 
أهمية البحث:
-        إن إلقاء الضوء على صورة المرأة الشرقية فى أعمال فنانى الإتجاة الرومانسى تثرى مجال دراسة الفنون والثقافة.
-       يمکن من خلال البحث التعرف على تأثير فنون المستشرقين على صورة المرأة فى أعمال بعض رواد الفن التشکيلى المصرى  مما يسهم فى إثراء مجال دراسة الفنون .
 
حدود البحث:
دراسة صورة المرأة فى مختارات من أعمال رواد المدرسة  الرومانسية مثل الفنان ( أوجين ديلاکروا) وأعمال الفنانين المصريين الرواد مثل الفنان (محمود سعيد).
 
منهجية البحث:
            يتبع البحث المنهج الوصفى والتحليلى.
أهم النتائج التى توصل إليها البحث:
- ظهرت المرأة الشرقية  فى أعمال الفنانين الغربيين وعبروا عنها بصورة رومانسية باحثين عن إکتشاف  عالم المرأة الأسطورى الغامض.
- عبر الفنان الفرنسى (أوجين ديلاکروا) عن المرأة الشرقية فى أعمالة الفنية مثل لوحة (نساء الجزائر) متأثرا بتلک الصورة الأسطورية الغامضة التى شاهدها وکونها فى مخيلتة عن المرأة فى الشرق بعد الرحلة التى قام بها إلى شمال أفريقيا.
- تأثر الفنان (محمود سعيد) بفنون وثقافة الفنانين المستشرقين الذين تدرب فى مراسمهم والذين مثلت لهم المرأة الشرقية عالم أسطورى ساحر من الغموض والأسرار.
-عبر الفنان (محمود سعيد) عن المرأة الشعبية  برغم أنة من عائلة أرستقراطية إلى أنة عبر عالم المرأة فى البيئة الشعبية الذى کان يمثل لة الغرابة والدهشة.
-رسم الفنان (محمود سعيد) المرأة باحثا عن الجمال الغامض مبتعدا عن الجمال الإغريقي الکلاسيکى المثالي کما فى لوحة (أمومة).



محسن عطية(2003): الفنون والإنسان، دار الفکر العربى،ص7.[1]


[2] محسن عطية (2010): غاية الفن دراسة فلسفية ونقدية، عالم الکتب، ص (148-149)


[3] مجلة النور(2017): عدد782 ، تاريخ 13/9/2017،مجلو أسبوعية يصدرها الحزب الشيوعى السورى، شبکة الإنترنت


[4] بدر الدين أبو غازى: محمود سعيد، الهيئة المصرية العامة للکتاب، ص 1


[5] بدر الدين أبو غازى: محمود سعيد، الهيئة المصرية العامة للکتاب، ص( 5-6)