الضوابط الفقهية لعمارة الحمامات الإسلامية، دراسة تطبيقية على نماذج مختارة من الحمامات فى العالم الإسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر وکيل کلية الدراسات العليا - جامعة الأزهر

المستخلص

يعتبر الدين والعقيدة من أهم العوامل التى تؤثر على العمارة بکافة أشکالها وعناصرها، وقد تصدى فقهاء المسلمين للکتابة فى " أحکام البناء "، فأفردوا لها أبوابا فى کتب الفقه، وتطور الأمر إلى أن کتبوا فيها کتبا مستقلة، وأسهم هذا التراث الفقهي فى وضع مجموعة من المعايير التصميمية المعمارية حرص المعماريون على مراعاتها في العمارة الداخلية والخارجية للمنشآت الإسلامية.
وکانت الحمامات الإسلامية من بين المنشآت التى روعى فى عمارتها توجيهات الفقهاء، وصنفت کتب مستقلة عن الحمامات تناولت اجتهادات لمؤلفيها تتعلق بالشروط الواجب مراعاتها عند بناء الحمام،والصورة التى ينبغى أن يکون عليها مسلخ الحمام وبيت الحرارة والمغاطس والمستوقد، والأحواض والأرضيات والأسقف والجدران، وکانت تلک الشروط تراعى إلى حد کبير عند بناء الحمامات .
ورغم أن الحضارة الإسلامية قد ورثت فکرة الحمامات العامة عن الحضارات السابقة وبصفة خاصة الحضارتين اليونانية والرومانية، لکن الصياغة المعمارية للحمام الإسلامى اختلفت عن مثيلتها فى الحمامات السابقة.
التزمت الحمامات الإسلامية في نظم تشغيلها بالضوابط الفقهية، فخصصت حمامات للرجال وأخري للنساء، وصممت أحواض المياه وقنواته بطريقة معينة تتوافق مع الأحکام الفقهية لطهارة الماء، کما تأثرت المکونات الداخلية للحمامات بالقيم الدينية الإسلامية.
تناول الفقهاء فى کتاباتهم مسائل متنوعة تتعلق بعمارة الحمامات من وجهة النظر الشرعية، وقد تم تطبيق هذه الآراء الفقهية فى عدد کبير من الحمامات فى العالم الإسلامي وهو ما ستکشف عنه هذه الدراسة.