مراحل تطور شکل المقبرة الملکية في مصر القديمة (من الدولة القديمة إلى عصر الملک تحتمس الأول بالدولة الحديثة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد کلية الفنون الجميلة.. جامعة حلوان (قسم تاريخ الفن)

المستخلص

اهتم المصريون القدماء برعاية موتاهم بالحفاظ على الجثة من التلف وبإقامة الطقوس الجنائزية التي تضمن للمتوفي مروراً آمناً بالعالم الآخر، کما أقاموا مقابر لحماية جثامين الموتى والحفاظ على کل ما يودع بالمقبرة من ذخائر ونفائس.
          ومع البدايات الأولي لتوحيد القطرين بمصر القديمة ، وظهور مملکة موحدة ، بدأ إرساء تقاليد وملامح واضحة للمقبرة ، فبعد أن بدأت من حفرة في الأرض ترقد فيها الجثة على هيئة القرفصاء ، تطورت أشکالها وأصبحت أکثر تعقيداً خلال فترات التاريخ المصري القديم ، خاصة مقابر الملوک والتي ميزها الفنانون عن مقابر النبلاء وکبار رجال الدولة ، کما حرصوا علي الابتکار والتجديد في شکلها من فترة لأخري، وقد استفاد المعماريون من التجارب السابقة في کل عصر، فبعد أن عاصروا سرقة محتويات الهرم بالدولة القديمة، واکتشفوا أن الممرات المعقدة بمقابر الدولة الوسطي لم تستطع حماية جثمان الملک وما بالمقبرة من أثاث جنائزي ، لهذا اتجهوا في الدولة الحديثة إلي نقر المقابر في صخر الجبل بوادي الملوک وراء هضاب طيبة الغربية، وهي منطقة قاحلة جدباء، ولم يکتفوا بذلک بل قاموا بفصل المعبد الجنائزي عن المقبرة حتى لا يعرف طريقها اللصوص.
          کل هذه الأحداث دفعت بالباحث لدراسة مراحل تطور شکل المقبرة الملکية من بداية الأسرة الثالثة إلى عصر الملک تحتمس الأول بالأسرة الثامنة عشرة ، وهي الفترة التي تحوي بين طياتها المحطات الرئيسية لتطور شکل المقبرة الملکية في مصر القديمة والتي يقسمها إريک هورنونج إلي أربع مراحل رئيسية (هورنونج، 2002، صفحة 50) ، وقد حرص المعماريون في هذه المراحل أن تکون المقبرة الملکية متميزة بوضوح عن کل المقابر الأخرى في الشکل والحجم والموقع .