الدور الاستشراقى في إنصاف الحضارة العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة ماجستير

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
ليس للاستشراق مفهوم محدد متفق عليه، بيد أنه مشتق من جهة الشرق، ومن ثم فإن الاستشراق نشأ کظاهرة للاهتمام بالدراسات الإنسانية التي اهتم بها من أطلق عليهم اسم "المستشرقين".
والذي يعنيني هنا هو المعنى الخاص لمفهوم الاستشراق الذي يعنى بالدراسات الغربية المتعلقة بالشرق الإسلامي في لغاته وآدابه وتاريخه وعقائده وتشريعاته وحضارته بوجه عام. ([1])
ومما تجدر الإشارة إليه الاهتمام بظاهرة الاستشراق والتي تتمثل في: الدافع الديني – الدافع الاستعماري - الدافع السياسي – الدافع العلمي – الدافع التجاري.
والدراسات الاستشراقية تحيطها غالباً مشاعر الارتياب والتشکيک في النوايا والأهداف لما أفرزه العقل الغربي بمدارسه المتعددة ومراحله المتوالية من هجوم على الإسلام وحضارة المسلمين، مما جعل کثيرا من الدارسين والباحثين يصدرون في تناولهم لظاهرة الاستشراق عن هذه الرؤية الأحادية التي جعلت ]معظم المهتمين بالدراسات الاستشراقية إنما يعتنون بتحريف الإسلام وتشويه جماله، فالمستشرقون إما من رجال الدين، أو من رجال الاستعمار والملحدين الذين يهتمون بزعزعة الاستقرار وإثارة القلاقل لتکون السيطرة والهيمنة لهم[.([2])
ورغم ذلک فقد آن الأوان للابتعاد عن تلک التعميمات الخاطئة ونتحول إلى موقف نقدي يقوم على أسس علمية، وهذا هو الذي وجهنا القرآن الکريم إليه في قوله تعالى "ولا يجرمنکم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".([3])
والاستشراق في حقيقة الأمر يشتمل على عناصر سلبية وأخرى إيجابية وعلينا أن نعترف للمستشرقين بما لهم من إيجابيات إلى جوار التنبيه إلى ما وقعوا فيه من أخطاء.
فالعناصر الإيجابية تتمثل في العناية بالمخطوطات العربية وتحقيق العديد من أمهات الکتب العربية في شتى مجالات الفکر الإسلامي، والقيام بالعديد من الدراسات اللغوية المفيدة، والموسوعات والمعاجم النافعة، وغير ذلک من دراسات في مجالات العلوم والفنون الإسلامية.
ويأتى هذا البحث لتسليط الضوء على هذه الجوانب وللمطالبة بضرورة إقامة الجسور بين علماء المسلمين والمعتدلين من المستشرقين بهدف مواجهة المد الإلحادي المتنامي ومحاربة الفکر الإرهابي الذي لا دين له، والإلحاد والإرهاب وجهان بشعان لکل ما من شأنه تهديد الإنسانية في وجودها وأمنها وسلامتها.
 
 
وقد تم إنجاز البحث حسب المحاور الآتية : 
1- المحور الأول: الاستشراق ( التعريف - النشأة – الأهداف).
2-  المحور الثانى: الدور الإيجابي للاستشراق في التراث الإسلامي.
3- المحور الثالث: دور المستشرقين في نشر اللغة العربية.



 ([1])محمود حمدي زقزوق: الاستشراق والخلفية الفکرية للصراع الحضاري، الدوحة ، کتاب الأمة ، العدد (5) 1983م ، صـ 18.


([2])عدنان محمد وزان : الاستشراق والمستشرقون ، مکة المکرمة إدارة الصحافة والنشر1984م ، ص20 .


([3]) سورة المائدة / الآية 8.