دراسة مقارنة بين معايير الليد (LEED) و مبادئ الاستدامة في العمارة الاسلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ مساعد بقسم الزخرفة کليـــــة الفنـون التطبيقية ــ جامعة حلوان

2 مدرس بقسم الزخرفة کليـــة الفنـون التطبيقية ــ جامعة حلوان

3 مصمم حر – قسم الزخرفة کليـــة الفنـون التطبيقية ــ جامعة حلوان

المستخلص

في مصر المعاصرة، وقبل ان ينتهى القرن العشرين ظهرت العديد من المفاهيم الحداثية الخاصة بالتصميم والتشکيل المعماري؛ کالاستدامة علي سبيل التخصيص. ومن المثير للانتباه انه بدراسة هذه المفاهيم نجد انها ليست مستحدثة بل هي مصطلحات ارتبطت بالغرب في صياغتها، ولکنها کانت مفهوم متأصل في العمارة منذ القدم. فنجد علي سبيل المثال ان العمارة المستدامة تهتم بدعم وتوافق البيئة المشيدة، والبيئة الطبيعية، وخلق مستوطنات بشرية صحية تحفظ الکرامة الانسانية، وتصون الارث الحضاري، وتوزيع الثروة بشکل عادل، بحيث يضمن للأجيال المتعاقبة تلبية احتياجاتها. وهي کلها مفاهيم وظيفية وجدت بشکل کامل في العمارة الاسلامية؛ حيث انها حافظت على التوازن البيئي والمجتمعي والاقتصادي والثقافي فکانت اقرب ما تکون لمفهوم الاستدامة واقعيا ومنطقيا.
وحيث کانت قضايا البيئة والعمران هي المحرک الأساسي لهذا الفکر الحديث، فقد ظهرت على مدى السنوات الماضية العديد من المحاولات لتقنين هذا الفکر ووضعه في اطار حاکم، على شکل أدلة ومعايير، وهو ماحاول البحث التعامل معه بدافعي الاکتشاف والتأصيل.
ولکون البحث يهدف إلى تأصيل مفهوم الاستدامة في العمران الإسلامي، فقد تم مقارنة المعايير العالمية (الدولية) للإستدامة مع تطبيقات العمارة الإسلامية لمعرفة اوجه التوافق بينهما ومدى شمول العمران الإسلامي لمبادئ الاستدامة بمفهومها المعاصر, حيث المقصد من المقارنة هو الإشارة إلى وجود العلاقة بين ما يطرحه نظام LEED من معايير, وبين ما مارسه الأجداد في العمران الإسلامي. وقد تم اثبات أن العمران الإسلامي قد تعاطى مع قضايا الاستدامة بکل اقتدار، وغطى معظم جوانبها.
فلقد طبقت معايير LEED عدد من الإشتراطات لتحقيق مفهوم الإستدامة وفى المقابل راعى العمران الإسلامي هذه المعايير بطرق وأشکال مختلفة ونذکر منها:
-       إهتمت LEED بزيادة المساحات الخضراء وتوفير الظل للحد من حرارة الشمس وهذه المعايير قد طبقت بکفاءة في العمران الإسلامي بإستخدام الأفنية والحدائق وکذلک وسائل التظليل المختلفة کالقباب والملاقف والأسقف المزروعة وکذلک التحکم في ضوء النهار بطرق مبتکرة کالمشربيات وغيرها.
-       کفاءة إستخدام المياه وهو الشرط الثانى لليد LEED والذى يهدف إلى تقنين إستخدامات المياه عن طريق عدة اساليب. وإتضح أن هذه الأهداف حققت في العمران الإسلامي بالعديد من الوسائل.
-       الموارد والمواد.. والذى يهدف إلى مد عمر المباني الموجودة والمحافظة على الموارد الطبيعية, والحد من إستخدام المواد الخام. وقد تحقق هذا المعيار في العمران الإسلامي بتشجيع إستخدام المواد المحلية.
-       جودة الأجواء الداخلية ويهدف إلى توفير وسائل تهوية إضافية خارجية لتحسين جودة الهواء الموجود بالداخل, وقد روعى في هذا المعيار ببعض المعالجات للفتحات وکذلک إستخدام الملاقف والشخشيخة والفناء وغير ذلک.