دور المراة في البناء الحضاري من خلال کتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 الجامعه المستنصريه/کلية التربيه الاساسيه /قسم التاريخ العراق/بغداد

2 الجامعه المستنصريه / کلية التربيه الاساسيه / قسم التاريخ العراق / بغداد

المستخلص

جاءت الرسالة الاسلامية بأعظم الاسس لبناء حضارة انسانية بمفهومها الانساني العميق والمتوازن على هذه الارض , وعليه فقد جاء مفهوم (الاستخلاف ) بأعظم امانه حملها الانسان رجالاً ونساءً على حد السواء لتشييد البناء الحضاري الانساني وبناء الحضارة الاسلامية التي فهمت طاقات الانسان ورغباته وأطلقت لها العنان ولکن ليس على علاته بل بشروط وضوابط صارمة لتکون في جانب الخير والأعمار وعدم الاعتداء والإضرار بالآخرين فکانت اعظم حضارة عرفها التاريخ , وعليه فقد کان للمرأة المسلمة بصماتها في هذه الحضارة الانسانية التي خلصتها من الجهل والظلام الى العلم والنور , اذ اهتمت المرأة بطلب العلم ولاسيما العلم الشرعي منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيذکر ان النساء طلبن منه ان يجعل لهن يوما خاصا للعلم ((فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نفسک فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ).
وعليه فقد شهد تاريخنا الاسلامي نهضة علمية کبيرة نستدلها من خلال دور المرأة في المجتمع الاسلامي في کافة المجالات ,اذ تحفل کتب الحديث والتراجم بأسماء نساء عالمات کان لهن باعاً مهما في مجال الفقه والحديث والزهد والعبادات بل وحتى کان للبعض منهن دوراً في مجال السياسة والحکم ,اذ اننا لانکاد نجد کتاب يخلو من ذکرهن حتى ان بعضهم قد اخصهم بالذکر في أجزاء منفردة من کتبهم, وقد اثنى الذهبي عليهن بقوله:))وما علمت في النساء من اتهمت ولا من ترکوها)),وقد کان لبغداد حاضرة العلم والثقافة ومنارة العالم الدور الاکبر في احتضان مثل هؤلاء النسوة