أضواء جديدة على خرط الخشب الدقيق في مصر الإسلامية في ضوء مجموعة تُنشر لأول مرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية - کلية الآداب - جامعة الإسکندرية.

المستخلص

يتناول هذا البحث بالدراسة صناعة خرط الخشب الدقيق أو ما يُعرف باسم أشغال خراطة المشربية في مصر الإسلامية، بالتطبيق على مجموعة جديدة من المشغولات الخشبية المحفوظة بمتحف الآثار التعليمي بکلية الآداب – جامعة الإسکندرية ([1]) تُنشر لأول مرة، وهي من إهداء إدارة حفظ الآثار العربية، وذلک من خلال إتباع المنهج الوصفي الدقيق والمفصل لکل تحفة من هذه التحف والبالغ عددهم أربع (4) تحف([2])، إلى جانب القيام بمحاولة الترجيح للفترة الزمنية التي ربما ترجع إليها کل تحفة على وجه الدقة من خلال مقارنتها بنماذج أخرى مشابهة موجودة إما ضمن جنبات عمائر ثابتة تمثل منشآت مختلفة، أو محفوظة في متاحف أخرى وترجع إلى نفس تلک الفترة والتي تم ترجيحها.
وتعتمد الدراسة کذلک على المنهج التحليلي المفصل والدقيق لکل تحفة من هذه التحف من حيث إجراء قياسات مفصلة ودقيقة لها قام الباحث بإجرائها بنفسه، إلى جانب القيام بمحاولة ترجيح نوع وحالة الخشب المستخدم في صناعة وتنفيذ کل تحفة من تحف الدراسة والبحث، بالإضافة إلى تحديد نوعية الخرط المستخدم في کل تحفة، والذي يلاحظ تنوعه وتعدد نماذجه ضمن التحفة الواحدة بشکل جلي ومميز؛ مما يؤکد على دقة وبراعة وإبداع النجار المسلم.
وتقوم الدراسة أيضاً من خلال شقها التحليلي بدراسة مفصلة للحليات والزخارف المتنوعة والتي نفذها هذا الفنان على بعض تلک التحف من خلال شغل خرط الخشب الدقيق؛ مما جعل من هذه التحف نماذج مميزة تساعد على إظهار خصائص وسمات جديدة ومميزة للتحف الخشبية في العصر الإسلامي بحقبه المختلفة في مصر.
وفيما يلي دراسة مفصلة لهذه التحف الأربع الجديدة من خرط خشب دقيق (شغل مشربية) والتي يمکن أن تضاف إلى سجل التحف الخشبية الإسلامية بصفة عامة والتحف الخشبية في مصر الإسلامية بصفة خاصة.



(1) يحتوي متحف الآثار التعليمي بکلية الآداب – جامعة الإسکندرية على مجموعة هائلة وضخمة من التحف والآثار الهامة والنادرة والمتميزة من الناحيتين التاريخية والفنية، والتي ترجع إلى عصور مختلفة ومتنوعة، منها العصر الإسلامي بحقبه الزمنية المختلفة، إلى جانب غيرها من العصور الأخرى السابقة على العصر الإسلامي، ويلاحظ کذلک مدى تنوع تلک التحف في المادة، وعناصر وأساليب الصناعة والزخرفة، وهو نتاج جهد وعمل دؤوب من جانب کل من الأستاذ الدکتور/ عبد المنعم أبو بکر، والأستاذ الدکتور/ أحمد فکري عقب إنشاء شعبتي الآثار المصرية والإسلامية، وقد حرصا على تزويد هذا المتحف التعليمي بمجموعة کبيرة من هذه التحف المتميزة والفريدة إما بالشراء من تجار العاديات أو من خلال ما تم إجرائه من حفائر الجامعة العلمية بمنطقتي الجيزة والأشمونين، فضلاً عن غيرها من الحفائر الأخرى التي أجريت بمدينة الإسکندرية، وذلک منذ إنشاء هذا المتحف العريق، والذي يرتبط تاريخه بتاريخ إنشاء جامعة الإسکندرية (جامعة فاروق الأول) في عام 1942 م.
    وللاستزادة راجع، دليل متحف الآثار – کلية الآداب – جامعة الإسکندرية، تصنيف وإعداد عبد السلام عبد السلام أمين المتحف سابقاً، مطبعة جامعة الإسکندرية، 1959 م، ص 3 – 4.


(2) هذه القطع وغيرها من قطع المتحف الأخرى من تصوير الأستاذ أندريه بل، والقسم الإسلامي بتصرف أ. د/ حنان مطاوع، مع حرص الباحث على القيام بدراسة ميدانية عملية لهذه القطع بداخل أماکن عرضها بالمتحف، إلى جانب إعادة تصويرها من زوايا متعددة ومختلفة، بالإضافة إلى إجراء قياسات شاملة ومفصلة ودقيقة لکل قطعة على حدا، رغم غلق المتحف حتى الآن، فضلاً عن حالته وحالة تحفه السيئة جداً.