الاستفادة من روافد وآليات الإبداع الطبيعي في عمل تصميمات معاصرة تصلح للواجهات المعمارية المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بکلية الفنون التطبيقية _ قسم الزجاج _ جامعة دمياط

المستخلص

ظهرت العمارة البيئية في الحضارات القديمة في صورة محاولة الإنسان للتأقلم والتعايش في بيئته وتباينت صور هذا التأقلم من استخدام المواد المتاحة في البيئة المحلية في العمران مرورا بطرق استخدامها وانتهاء بالأساليب التي اتبعها للتعامل مع عناصر البيئة ومحدداتها من الأمطار والرياح والحرارة وضوء الشمس وغيرها.
ففي مصر نجد أن إنسان الحضارات المصرية القديمة استخدم المواد المحلية وهي الطوب اللبن والبردي والأخشاب في منظوماتهم المعامرية الخاصة مثل مساکن العمال في حين استخدموا الأحجار الطبيعية ونحتوا في الجبال منظوماتهم المعمارية المقدسة مثل المعابد.
وفي العمارة الإسلامية اتجه إلى العديد من المعالجات البيئية مثل استخدام الملاقف والقباب والأقبية والفراغات الداخلية وکذلک الأخشاب في المشربيات وغيرها.. وکل ذلک کان في إطار تأقلم الإنسان مع بيئته.
وکان هذا الاتجاه سائدا على مر العصور والأزمان، فلم يتجه الإنسان إلى تجاهل بيئته مطلقا، وإنما حاول بشتى الطرق التأقلم مع عناصرها.... إلى أن قامت الثورة الصناعية. وفي مصر تأثر المعماريون بحرکة ما بعد الحداثة وبدأت بعض المحاولات تظهر لتعبر عن فکر وفلسفة الحرکة، وساعية للوصول إلى تحقيق السمات الفنية لها. فالعمارة والتطور المعماري المعاصر في مصر محصلة لخبرات حضارات ماضية. ويطلق عليها في العصر الحالي (عمارة ما بعد الحداثة). والعمارة في مصر تتعدد مصادرها ومدارسها نظراً للحضارات المختلفة التي مرت بأرض مصر کذلک تتعرض لأشعة الشمس المباشرة والرياح والأتربة الشديدة في بعض الأحيان لذلک وجب علينا اختيار مواد البناء والتکسيات المستخدمة في العمارة والجداريات المعمارية خاصة ما يتعلق بالواجهات الخارجية ويجب أن يتم اختيارها بعناية شديدة وإذا کان الزجاج ومشتقاته عنصراً هاماً في العمارة فيجب مراعاة أن تتم معالجته ويکون من نفس خامات البيئة المصرية ليتناسب مع المناخ في مصر فيمکن أن يکون مزدوج ومقوى حرارياً (سيکوريت أو تربيلکس) حتى يتحمل الصدمات والتغيرات في درجات الحرارة ويمکن أن يکون ملوناً وعاکساً أيضا حتى تفقد الحرارة جزء کبير منها قبل أن تدخل إلى المبنى کذلک يجب الاستعانة بالزجاج السيراميکي والبلاطات المزججة في تکسية الجداريات والواجهات المعمارية لما لهم من صفات ومميزات وخواص تتناسب مع العمارة المصرية الساحلية والصحراوية والزراعية. من حيث قوة التحمل للأملاح والأحماض والاحتکاک إلى جانب تعدد ألوانها واختلاف ملامسها طبقا للقيم الجمالية التصميمية المطلوب تحقيقها کذلک قدرتها على عزل الحرارة والصوت داخل المبنى وسهولة التنظيف.
ولکي نبحث في المنابع الموضوعية للإبداع الفني- أي في المواصفات الموضوعية للعمل المبدع- لن نجد
 
منبعا أکبر ولا أرسخ ولا أعم ولا أشمل، ولا أکثر تأثيراً في الإنسان من الطبيعة بصورها المختلفة الصامتة الجامدة،
 
والحياة النباتية والحيوانية، ورأينا هذا المنبع الذي استمر خمسة عشر بليون عاماً، ظهرت فيها الطبيعة واضحة وصريحة في جمالها وقبحها، وفي حلوها ومرها، وفي ألوانها وملمسها، وفي أشکالها وفراغاتها، وفي معانيها وتعبيراتها. فالبيئة الطبيعية أحد المصادر الهامة والأساسية لاستسقاء الأفکار الفنية والتصميمية في مجالات الفنون المختلفة فالعمل الفني والابتکاري لا يأتي من فراغ بل يتأثر ويتفاعل مع البيئة المحيطة به الطبيعية والعقائدية والاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها.
ومن السهل علينا استنباط روافد واليات الإبداع الطبيعي ونقيضها، وذلک في ملمس وشکل الجبال والسهول والصحاري والوديان والمياه الجارية والشلالات والحيوانات والطيور والأسماک. هذه التشکيلات الطبيعية تکونت واستمرت عبر ملايين السنين، وتمتع بها ملايين البشر، ونشأ عليها سکان الأرض في طفولتهم، وترعرعوا ولعبوا في رحابها، ودخلت تشکيلاتها في وجدانهم وذاکرتهم وعقلهم الواعي واللاواعي، وأصبحت مبادئها مقياسا لهم يحاکونها، ويحکمون من خلالها على إبداعاتهم الفنية أو الصناعية أو المعمارية أو غيرها.
مشکلة البحث:

عدم الاستفادة من روافد وآليات الإبداع الطبيعي في تصميم الواجهات المعمارية الزجاجية في مصر.

 
هدف البحث:

التوصل الى استنباط العلاقات الفنية الجمالية والتشکيلية في تصميم الواجهات المعمارية المناسبة للبيئة المصرية عن طريق دراسة النظم البنائية الطبيعية والاستفادة منها في عمليات تصميم الزجاج في العمارة بما يتوافق ويتلاءم مع البيئة المحيطة في ظل الاستفادة من التکنولوجيا المتقدمة.

خطوات البحث:

الحصول على المعلومات الفنية والتکنولوجية عن الواجهات المعمارية الزجاجية وکيفية الاستفادة منها في تصميم واجهات معمارية حديثة.
الحصول على نتائج تصميمية لعمارة معاصرة يمکن تطبيقها في مصر مستلهمة من روافد وآليات الإبداع الطبيعي.