تعد العمارة احد الفنون التشکيلية الا انها تتميز عن باقي الفنون (النحت، الرسم) بأنها وظيفية نفعية، وقد ذهب البعض الى تعريفها بأنها ام الفنون لانها تحتوي الفنون الاخري في موضوعاتها، اما النحت فهو فن تجسيدي يرتکز على انشاء مجسمات ثلاثية الابعاد. ترتبط العمارة وفن النحت بعلاقة مباشرة من خلال تجسيدها للاشکال التي تتخذ اشکالا تجريديه ذات دلالات مکانيه متعددة بأسلوب تعبيري ،اذ ظهرت العمارة النحتية في فترة الحداثة المتأخرة من خلال توليد اشکال نحتيه نقية بصفتها التقنية العالية والمبالغة في الاسلوب حيث اصبحت عمارة تحمل نظام الشفرة او الدلالة الرمزية المفردة باسلوب مبالغ فيه ومتطرف في مجال الهيکل الانشائي والتطورات التکنولوجية للمبنى کمحاولة لتحقيق البهجة واضافة المتعة البصرية لتبرز المشکلة البحثية والمتمثلة بعدم وجود تصور واضح حول طبيعة الاليات النحتية المعتمدة في تحقيق العمارة النحتية المعاصرة. وتعتبر العمارة النحتية هي نتيجة القدرة الفريدة للعقل الانساني للمصمم والنحات لجعل هذا الارتباط بين المهارات الاساسية في العلاقات الشکلية والتقنية واللغة التعبيرية المستخدمة فيها ، حيث تتم المکاملة بين العمارة والنحت لخلق وفهم الشکل الاکثر تقدما لنشاط البشري ، فالاعمال النحتية هي التي تخذ اشکالا تجريدية ذات دلالات مکانية متعددة باسلوب تعبيري. يعد فن النحت من أقدم الفنون وأکثرها انتشارا وتنوعا في العالم وقد يکون النحت قطعة صغيرة کما يمکن ان يکون تمثالا ضخما مثل تمثال الحرية وعلي الرغم من ان کلمة نحت تعني قطع او حفر الا ان النحت يشمل الاعمال التي يتم تشکيلها او بناؤها ايضا ،ولم يقتصر دور النحت في العمارة علي الاکمال او التزيين بل کان له دور عملي في نقل حضارات السابقين وافکارهم وطرق حياتهم عن طريق الاعمال النحتية کما استخدم النحت استخداما عقائديا عند کثير من الشعوب وفي حقب تاريخية مختلفة کما عبر به الفنانون عن وجهات نظرهم وسجلوا به تاريخهم فالحضارات اليونانية والمصرية القديمة والبابلية والاشورية قد وصلتنا عن طريق النحت . يعتبر فن النحت من انسب الفنون التي يمکن استخدامها في تخليد الذکري وذلک لان النحاتين يعتمدون علي مواد معمرة کالحجارة او المعادن ويسمي هذا النوع من الفن بالفن التذکاري ،فقد احتفظت کثير من الحضارات بتماثيل اشخاص ادوا دورا مهما في تاريخ هذه الحضارات . وينتج کثير من الفنانين أعمالهم من اجل اشباع حاجاتهم الابتکارية او للاتصال او التعبير عن افکارهم ومشاعرهم الخاصة او لمجرد عمل شئ جميل او لتجريب خامات جديدة تبرز الناحية الجمالية لفن النحت کما في النحت المعاصر الذي يستخدم البلاستيک والزجاج والالمونيوم وغير ذلک من الخامات،ويعد الزجاج من اهم المواد التي شهدت تطورا کبيرا في العصر الحديث وخاصة في مجال العمارة الداخلية والخارجية من ناحية التصميم والتکنولوجيا ليحقق أغراضا نفعية جمالية ووظيفية مرتبطة بالبيئة التي تعايشها هذه العمارة . ولما کان الابداع المعماري يحتاج الي خطوط متطورة ترتبط بمحددات علمية تکنولوجية وفنية کي تمکن المصمم من تحقيق حلول جيدة بأفکار غير نمطية تحقق الصفات الجمالية والتميز الوظيفي للکتلة والفراغ في التصميم ومن هنا جاءت مشکلة البحث :احتياج العمارة المعاصرة الي توفير الزجاج النحتي المعاصر لما له من خواص تکنولوجية تجعله يفي بمتطلبات العمارة الحديثة. هدف البحث: تحديد الاعتبارات التکنولوجية المؤثرة في انتاج الزجاج النحتي لاستخدامه في التجميل المعماري. فرض البحث: يتحقق فرض البحث في تحديد الاعتبارات التکنولوجية لانتاج الزجاج النحتي والتي تتوافر فيها الخواص المناسبة للبيئة المصرية.