الحمامات البخارية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة (دراسة معمارية وتاريخية وصفية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة

المستخلص

عُرِفت الحمامات البخارية العامة في مدينة صنعاء القديمة، وکان أوج انتشارها في العصور الإسلامية، فقد کان للحمامات دوراً مميزاً وبارزاً في تفعيّل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، و کان معظمها يعمل بشکل ملحق بالمساجد کوقفيات، يرتبط عددها بعدد الحارات التي تخدمها في المدينة القديمة، أو تعمل بشکل منفرد وينتشر في الضواحي وأطراف المدينة، وکانت الحمامات البخارية على أنواع؛ منها العام، ومنها الخاص، وکان الانتشار الأکبر لها على وجه الخصوص في الفترة العثمانية، حيث سُميت بعض تلک الحمامات بأسماء من بنوها، أو بأسماء الحارات التي بُنيت فيها.
إنَّ الاستثمار السياحي لهذه المعالم الأثرية والتي تقدم صورة لهوية مهددة بالانسحاب في أي لحظة هو جانب مهم لإنقاذ هذه المعالم التي مارست هوية اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية في فترات تاريخية سابقة، ومازالت حتى اليوم تمارس هذه الأدوار، لذا فمن الأجدر التنبيه لاستعادة تلک الطقوس الاجتماعية التي تعبر عن تاريخ أمة کان لها رفدها التاريخي والاجتماعي في عطاء الحضارات، والتعاون لاستعادة إحياء تلک الممارسات من جديد، کأسلوب حفاظ ليس معمارياً فقط منزوعاً من الممارسة الإنسانية.
فائدة هذا البحث تسعى لتسجيل تاريخ وثقافة الحمامات في مدينة صنعاء القديمة، وتحديد معالم هويتها الثقافية والاجتماعية والمعمارية، إنَّ انعکاس هذه الدراسة يهدف إلى استمرارية تفعيل منشآت الحمامات البخارية، وإعادة إحياء الروح التراثية لتلک الممارسات، والتي تعود باستثمارات سياحية مجدية إن تمَّ تفعيلها ضمن خطط ممنهجة محفزة تظهرها، وتشکل تقديم خدماتها بمظهر تراثي يحمل کل الشروط الصحية والترفيهية الممکنة.