إن المتأمل في کل حضارة عاشت على وجه الأرض ، يجدها لا تختلف عن مفهوم التعايش والتوافق والنهضة والتقدم والحلاوة،وتعايش من أجل نفسها ومن أجل الاخرين. أما ما حدث في فترات الحروب والصراعات مثل الحروب الصليبية، والصراعات في العصور الوطن،والحرب العالمية الأولى والثانية، ما هي إلا هدما للحضارة وظهور غرور الانسان وطغيانه والله،وهذه فترات لا يجوز اطلاق عليها إلا مسمى الظلم للآخر. أظهرت الحضارة جوانبا من الرقي حقبة کبيرة من الزمن، ولکن لما حدث التصادم مع جيرانها وإظهار النفوذ والقوة والغرور، فاقتها حضارات أخرى. إن مفهوم التعايش السلمي جاء به الدين الاسلامي واضحا حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعيش المسلمون بجوار اليهود في المدينة ووضع شروطا صالحة للحضارة الانسانية، لکي يعرف کل واحد حقه ؛فيعيشون في سلم وأمن وآمان إذا التزم کل طرف بحقه ولم يطغ على الآخر. لو تأمل الانسان حياته، فيجدها بين حب وشد وجذب وتوافق واختلاف، ولکن لا يستدعي هذا الخلاف أن تقوم حروب ومصادمات بين البشر،لان الانسان إذا تصارع من اجل نفسه، فسدت حياته وحياة الاخرين معه. جاء نص قرآني يوضح التوافق لا الصدام والاختلاف المعين في قول الله تعالى (وکذلک جعلناکم شعوبا وقبائل لتعارفوا) . ولا يأتي هذا التوافق والتعايش والتعارف بالخلاف المذموم. لو کانت الحضارة الانسانية خلاف ما عاش العربي في بلاد الغرب، ولا حدث الناس.فلم توجد أمة اکتفت بنفسها وعزلت شعبها عن الاخرين، ولکن الکل في احتياج للآخر، ومن هنا يتعايش الناس حياة حضارية منبثقة على التوافق والمهم.