يعد فن الخزف أحد أهم الفنون التى عرفتها البشرية ، وعلى الرغم من بدايتها منذ فجر التاريخ الا أن الفنان المسلم قد تمکن من معرفة أسرار صناعتها وساهم فى تطويرها من الناحية التقنية والزخرفية واللونية فظهرت ابداعات فنية خزفية تمثل تلک الحقبة الزمنية ، وتتميز بتصميمات مبتکرة ودقيقة مما جعل الخزف الاسلامى عامة و الخزف العثمانى على وجه الخصوص ذو مکانة مرموقة وشخصية فريدة جعلت منه فنا قائما بذاته يتميز بزخارف فنية ذات سمات جمالية متنوعة (1، ص17) ، فاکتسب جمالا خاصا حول القطع الخزفية من طين وألوان الى هيئات وأغصان وزهور تعکس بهجة الحياه و التى تظهر جلية فى خزف ازنيک Iznik *، فخزافى أزنيک هم أول من أنتج أواني خزفية زينت فقط باللونين الأبيض والأزرق المتأثر بزخارف الخزف الصيني مثل طائر الکرکي والکائنات الخرافية کالتنين والعنقاء . کما استخدموا الأسلوب الزخرفي العثماني المحور بقسميه الرومي والهاتاي (4، ص 178) ورسوم الزهور والنباتات مثل زهرة القرنفل والأوراق المسننة وزهرة اللاله شقائق النعمان وزهرة السوسن والسنبل البري بالاضافة الى رسوم أشجار السرو ونبات الخرشوف وعناقيد العنب ، واقتصر استخدامه للون الأزرق الترکواز و أزرق الکوبالت والأحمر الأرجواني والأخضر بالاضافة الى اللون الأسود الذي استخدم في تحديد الزخارف ، کما استخدمت الزخارف النباتية العثمانية القريبة الشبه بالطبيعية والزخارف المحورة والمعروفه بالأرابيسک(2،ص95،97) وزخرفة قشور السمک والقواقع البحرية بالاضافة الى الزخارف الهندسية ورسوم الکائنات الحية والخرافية ورسوم السفن الشراعية والقوارب والزخارف الکتابية فى زخرفة الأوانى والبلاطات الخزفية(9،ص60)مما يجعلها مصدرا خصبا لانتاج تصميمات القطعة الواحدة لفساتين السيدات المطبوعة
* تقع في أقصى شمال غرب الأناضول في مدينة بورصة و تطل على بحيرة إزنيک، أحد أکبر خمس بحيرات في ترکيا وتضم معالم آثارية متنوعة تعود لحقب تاريخية مختلفة کالرومانية واليونانية والسلجوقية والعثمانية ، وتثبت الحفريات وجود 300 مشغل خزف بها ، ويعد المسجد الأخضر رمزا لها والذى اکتسب لقبه بسبب اللون الفيروزي للقيشانى المستخدم فى صنعه .