الرسالة الحضارية للإسلام، ومکانة اللغة العربية منها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد الحضارة الإسلامية- جامعة زايد- أبو ظبي – دولة الامارات العربية المتحدة

المستخلص

 ترکز هذه الدراسة على تحليل لرسالة الإسلام الحضارية، وتحديد مکانة اللغة العربية منها، حيث إن الاستدلال من قوله تعالى "الله أعلم حيث يجعل رسالته" الأنعام: 124، يبرهن على أن الرسالة جعلت فيمن يصلح لها، لأنّ الله عزّ وجل يصطفي للنبوّة من علم أنه يصلح لها، وهو أعلم بالمکان الذي يضعها فيها، والظرفية الزمانية التي تناسب قدر الرسالة وعظمة مقاصدها.
          فالخطاب القرآني يعطي أولوية الاهتمام إلى من يحمل الرسالة، لا إلى الرسالة نفسها، أي إلى الإنسان قبل النظر إلى بناء أمّة الرسالة، لأن هذا الانسان هو من سيحمل عبء تبليغ الرسالة على الوجه الذي أراده الله تعالى، هکذا کان مقصد الرسالة الأول هو الترکيز على جوهر الإنسان، فتکاملت ظرفية المکان والزمان والإنسان، وأدي الى هذا التکامل ثلاثة مقومات، هي:

الروح الجامعة، التي جعلت المسلمين يدرکون أن لهم أصلاً واحداً، تجلى في الإعجاز البياني والتناغم العضوي النفسي الذي حازوا عليه طبعاً لا تکلفاً، وکأنّ قوة قد منحتهم هذا الانسجام تهيئة لما ينتظرهم من مَهمّة سامية لتمکين الدين ونشره بين الناس.
منظومة القيم التي تؤسس لهذه الروح، حيث کانت هذ المنظومة بين العرب نظاماً عمليّاً يمارسونه، لا يحتاجون لممارسته إلى عهد يوثقه، أو تدوين يذکرهم به.
قدسية الکلمة،التي تعد أقوى تجسيد لعملية الاستحقاق، والتي تجلت عبر آيات الله تعالى الموحى بها قرآناً على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي تجلى في نظَم القرآن وبيانه، وإعجاز الألفاظ والمعاني والدلالات.

 

الكلمات الرئيسية