المرأة المحجبة فى تصميم الإعلان ما بين النموذج المجتمعى والرمز الدينى

تعتبر ظاهرة الإختلاف سنه من سنن الحياة، فهناک إختلاف فى النوع والجنسية واللغة، والديانات والطوائف والملل، وکذلک فى الخصائص الشخصية والمجتمعية، وهذا الإختلاف يتطلب مبدأ القبول والتفاعل لتحقيق التعايش. والحجاب فرض على النساء المسلمات، له خصائص ثابتة لتحقق مبدأ الحجاب الشرعى، إلا أنه عادة يختلف فى أشکاله، إما تبعاً للمجتمع أو للمرأة المحجبة ذاتها، ومن ثم يختلف شکل ظهور الحجاب فى تصميم الإعلان وأسبابه والذى عادة ما يکون إستخدامه إما کرمز دينى أو سياسى أو إجتماعى. فالحجاب فى مصر يختلف فى شکله وأسباب إرتدائه عن دول الخليج، کما تختلف طبيعة التعامل معه فى تلک الدول عن الدول الأوروبية مثلاً. کذلک يختلف شکل الحجاب وأسباب إرتدائه فى البلد الواحد من منطقة إلى أخرى فى نفس البلد، ففى مصر مثلاً قد ترتدى الحجاب إمرأة نصرانية تعيش فى حى شعبى أو فى قرية، وفى ذات الوقت نجد مسلمة محجبة تحتل أعلى الدرجات الإجتماعية، بالطبع سيختلف شکل الحجاب وأسباب إرتدائه فى الحالتين. والحجاب موجود منذ القدم فى کثير من المجتمعات العربية نظراً لأنه فرض، إلا أنه لم يحقق الإنتشار فى المجتمع المصرى إلا منذ الألفية الثالثة خاصة من حيث تواجده فى تصميم الإعلان، وقبل ذلک کان أکثر إرتباطاً إما بطبقة إجتماعية أو برمز سياسى، وربما کان تواجده فى الإعلان بداية بحذر حيث کان يرتبط أکثر بالحملات الإجتماعية، کما کان يرتبط عادة بشخصيات مرجعية لها مکانة فى المجتمع، إلا أنه منذ ثورة 25 يناير2011 وبعد أن ظهرت صور ملايين النساء المحجبات اللواتى تظاهرن إلى جانب الرجال من أجل مستقبل أفضل لهن ولبلادهن فى جميع أرجاء العالم سواء على التلفاز أو الإنترنت أو الصحفات الأولى من الصحف. وهو ما جاء ليمثل بداية الإعتراف بالمرأة المحجبة، والتى لا تمثل طبقة إجتماعية معينة ولا فئة سياسية محددة، بل تمثل جزء مهم وکبير من المجتمع المصرى. هذا فى حين تواجد نموذج المرأة المحجبة فى بعض الدول العربية منذ زمن کنموذج مجتمعى خاص بتلک الدول.
أما فى الدول الغربية، فکان من الغريب عدم ظهور نموذج المرأة المحجبة فى الإعلان إلا بعد کثافة إنتشار ظاهرة الإرهاب به، وربطه فى أذهان الغرب بالإسلام. وهو ما کان دافعاً للباحثة للبحث فى ظاهرة
 إنتشار تواجد نموذج المرأة المحجبة فى الإعلان التليفزيونى فى کلاً من العالمين العربى والغربى، وأشکال هذا التواجد، والغرض منه.