العمارة المصرية القديمة ونظرية فيثاغورث

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العمارة، کلية الهندسة، جامعة الأزهر، القاهرة

المستخلص

منذ نشأة علم الآثار المصرية عام 1828م ، کانت القاعدة التي وضعها "أوجست مارييت"؛ واتبعها أغلب علماء الآثار الأوائل، هي مبدأ: (لو علم المصريون تاريخهم لأخذوه منا)، والتي کانت سببًا في حرمان المصريين من أن يعرفوا جذور تاريخهم القديم.
وقد حيرت الحضارة المصرية القديمة العلماء والباحثين، على مر الزمان، بما احتوت عليه من ألغاز، وما اکتنفها من غموض. يومًا بعد يوم يظهر للباحثين بعض هذه الألغاز، وکلما حُلّ لُغز غمض آخر، وقد کانت هذه الحضارة مصدر تعليم للدارسين من فلاسفة اليونان، أمثال "فيثاغورث" و"إقليدس" لفترة طويلة، جاءوا إليها، ونقلوا عنها العلوم والمعارف إلى بلادهم، وأسسوا للعديد من النظريات، والتي لا تزال مسجلة ومعروفة بأسمائهم حتى اليوم.
فبدراسة الوثائق المصرية القديمة، لاسيما "وثيقة موسکو" والمحفوظة حاليًا بمتحف الفنون بموسکو، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1850 قبل الميلاد، أي قبل ميلاد الفيلسوف اليوناني "فيثاغورث" بنحو 1280 عام، والتي أسست للعديد من النظريات الرياضية، وبالأخص المسألة السادسة في هذه الوثيقة، والتي ناقشت کيفية رسم مستطيل، وأسست لکيفية تکوين ضلعين متعامدين، حيث الزاوية المحصورة بينهما 90 درجة، وهذا نفسه ما أسس عليه "فيثاغورث" نظريته المعروفة (بنظرية المثلث القائم الزاوية).
هذا يقودنا إلى التعرف على طريقة إنشاء المباني ذات الأضلاع المتعامدة بالعمارة المصرية القديمة، ومن أهم هذه المباني "هرم خوفو"، والذي لا يزال شاهدًا على عبقرية المصري القديم في استخدام النظريات الرياضية والهندسية في البناء.
کل ذلک يستهدف لفت الانتباه إلى ضرورة التدقيق في نظريات فلاسفة اليونان، وخصوصًا مَن استقروا وتعلموا بمصر ثم رحلوا إلى بلادهم، وأسسوا العديد من النظريات وتعرف بأسمائهم حتى اليوم، وذلک للتحقق من هذه النظريات، والبحث عما إذا کان لها تأصيل بالحضارة المصرية القديمة أم لا، وذلک بالدراسة والتدقيق في ما خلّفه المصري القديم من نظريات ومباني، وإظهار النتائج في المؤتمرات والأبحاث العلمية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية