الهوية البصرية و تحققها في شعار قنوات الأطفال التليفزيونية

التصميم ومجال تصميم الشعار أحد أهم المداخل الثقافية في العصر الحالي للحفاظ على الهوية البصرية والثقافية، للأشخاص بشکل عام وللطفل العربي بشکل خاص، فمع انتشار فکر العولمة وتضخم المعرفة، يحتاج الطفل العربي إلي رسائل اتصالية مباشرة وغير مباشرة مرتبطة بالقيم الثقافية الخاصة به، ليستطيع التمييز بين الأصيل والوارد، ومن هنا يهتم البحث الحالي بتحليل شعارات قنوات الأطفال الفضائية العربية لتوضيح نقاط الضعف بها ومدي ارتباطها بالهوية العربية، وما تترکه من أثر في سلوک الطفل، فمشکلة البحث الحالي، أن الکثير من شعارات قنوات الأطفال العربية، لا تمثل البعد الثقافي والحضاري لتلک البلدان، وإنما تمثل السمات والخصائص التي صبغت الشعارات العالمية والاتجاهات العالمية في التصميم، مما يأثر علي تکوين الهوية الثقافية لدى الطفل العربي وبخاصة، الطفل في مرحلة الطفولة المبکرة أو مرحلة ما قبل المدرسة، حيث تعد الشعارات الموجهة للطفل في هذه المرحلة، محرک مهم يسهم في تنمية وتطوير سلوک الطفل وتحقق التکامل في شخصيته وتسهم في تطوير القدرات الجمالية للطفل وتنمية القدرات الابتکارية والحسية لديه، فأن تصميم الشعار الموجهة للطفل، لابد أن يقوم على أسس بنائية تحمل طاقة رمزية وثقافية، تساعد علي بناء هويته الثقافية والبصرية.
ولقد رافق تغير العصر الکثير من المتغيرات ومن أهمها التغير في المعايير الجمالية المتوارثة في الفن التشکيلي، فلم تعد المعايير تسير وفق معيار ثابت محدد ومعد من قبل النقاد کمقياس وحيد للفنون، فتعددت المعايير الجمالية التي أصبحت تستقى مبادئها من الفن ذاته، فأصبحت هناک معايير اجتماعية– تاريخية– حضارية–أخلاقية إلى جانب المعايير والأبعاد التشکيلية والفنية والتربوية. کما تغير مفهوم العملية الإبداعية نفسها، فأصبحت مثل الفلسفة يرافقها الجدل ووضع التساؤلات، وأصبح المصمم مثل الفيلسوف يطرح القضايا حول طبيعة الفن ووظيفته في المجتمع.
وبالتالي أصبح الفن والتصميم صيغة من صيغ الحياة اليومية، وأحد انماط العيش والتوجيه المستمر للسلوک الإنساني في تذوق الجمال والإحساس بأهمية الفن والتصميم واحترام محيطه وبيئته کحاوية جمالية خاضعة للتطور والتهذيب الفني الراقي، فأصبح التجديد هدف بحد ذاته في الفن عامة، وفي تصميم الشعار علي وجه خاص.
الکلمات المفتاحية:
الهوية البصرية- الهوية الثقافية- الشعارات- الطفل