ان ثقافة الفن لها دور أساسي في تعزيز التقارب بين الشعوب العربية، وذلک لتشابه الصياغات التشکيلية التي تعکس اصالة ملامح الثقافة، لدرجة ان الکثير من مؤرخي الفنون يري ان فن الفخار من الفنون العريقة التي يجب الاهتمام بها خوفا عليه من الاندثار، ولکي تستمر حرفة فن الفخار حاضرة في الواقع العربي، يجب علينا وضع استراتيجية واعية، للاستفادة من حرفة فن الفخار في تأصيل الهوية الوطنية، حتي يکون هناک تنافس قومي وعالمي في معظم المجتمعات العربية، من خلال تقديم رؤية مقترحة ذات صيغ فنية عربية متميزة، لها طابع إنتاجي يجمع بين خصائص فن الفخار والهوية الوطنية، ومن هنا تکمن مشکلة البحث ان بعد التقدم التکنولوجي الذي حدث في السنوات الأخيرة بالدول العربية، أصبح تأصيل الحرف التراثية واجبا قوميا ، لذا يجب علينا وضع استراتيجية محکمة من خلال الاهتمام بتوثيق وتسجيل فن الفخار کمنتج تراثي متميز، فمن هذا المنطلق يمکن تحديد مشکلة البحث في السؤال التالي: کيف يمکن ان يکون فن الفخار مدخل ثقافي لتأصيل هوية الشعوب العربية ؟، ويتحدد فرض البحث أن فن صناعة الفخار يعد مدخل ثقافي لتأصيل هوية الشعوب العربية، حيث يهدف البحث إلى تفعيل فن الفخار في تأصيل هوية الشعوب العربية ،توجيه الاهتمام الي المورثات الثقافية العربية للحفاظ علي الهوية الوطنية، ويتبع منهج البحث المنهج الوصفي التحليلي في اطار نظري، وتؤکد أهمية البحث الى ان المساهمة في توظيف فن الفخار في تأصيل هوية الشعوب العربية. أن مفهوم الهوية الثقافية يتضامن مع فن الفخار، حيث يسعي کل منهما الي تحقيق التوازن بين القيم المعنوية والمادية، من خلال توجيه سلوک الفرد لإدراک العلاقات الکامنة في الموروثات الثقافية، التي تعمل على تنمية شخصية وقدرات الفرد لإعداد مواطن صالح في المجتمع، عن طريق ممارسته الأنشطة اليدوية التي تتناسب مع قدراته واستعداداته، لاکتساب الاتجاهات الهادفة والمهارات الوظيفية، التي تعود على الافراد بالنفع المادي فيتحقق التوازن النفسي للفرد من خلال ممارسة فن الفخار، لاحترام العمل اليدوي حيث تعتبر الفنون التشکيلية أحد محور المنظومة الثقافة في أي مجتمع، ويقاس مقدار تحضر الأمم برقيه لأنه يعد الأداة الفعالة، لتنمية الحس الجمالي وبناء الأسس بالتذوق والجمال لدى الفرد في المجتمع، حتى يتجاوب مع ما حوله من مفردات بصرية