تقييم ما بعد الاشغال ودوره في تطوير البرمجة المعمارية بالمبانى الجامعية دراسة استدلالية على مبانى تعليمية بحرم جامعة بنى سويف -

الجامعات ليست مکانًا لتدريس العلوم أو اجراء المشروعات البحثية فحسب، بل هي أيضًا مکانا يبدأ فيه المنتسبين لها سواء کانوا طلابا او اساتذة او عاملين، تفاعلاتهم الاجتماعية داخل بيئة معمارية تؤثر جودتها فى خلق مناخ ايجابى من الرضاء العام لشاغليها يجعلهم اکثر حيوية ونشاط وفاعلية، وقد تلاحظ من المشاهدة الاولية أن تصميم فراغات المبانى التعليمية داخل حرم جامعة بنى سويف لم تلق الاهتمام الکافي من حيث نوعيتها وطريقة توزيعها، مما قد يؤثر سلبًا على قلة التواصل والتفاعل الاجتماعي بين شاغلى المبانى بها، ومن ثم جاءت هذه الورقة البحثية لتقييم انماط مختلفة من المبانى التعليمية بعد إشغالها، معتمدا على فرضية مؤداها أن اى قصور حدث خلال مرحلة بناء الفکر المعمارى وانتاج البرامج التصميمية لهذه المبانى، يکون نتيجة لتجاهل واضعى تلک البرامج بعضا مما وصلت اليه دراسات المتابعات والتقييمات التى اجريت على تجارب بنائية سابقة،...واعتمدت منهجية البحث بداية على اطار نظرى تم فيه عرض جمله المفاهيم والاطر ذات الصلة کعمليات اعداد البرمجة والقيم المعمارية واهميتها کمفاهيم مؤسسة لمنهج تقييم ما بعد الاشغال، وذلک تاسيسا للاطار التطبيقى الذى استهدف عمل اجراءات تنفيذية لاختبار فاعلية تلک القواعد النظرية واختبارها على ارض الواقع وتقييم الاستخدامات الفعلية لها فى ضوء استجابة شاغليها بمختلف انماطهم من خلال محورين، الاول اعتمد على الدراسة الميدانية / الاثنوجرافية، وفيها تم زيارة مواقع الابنية المختارة وعمل تصنيف مبدئي لاهم فراغاتها الرئيسية والثانوية، متبوعا بإعداد استمارات استبيان تم توزيعها على عينات عشوائية من الشاغلين تضمنت إجراء مقابلات شخصية لاستطلاع اراءهم بواقع 30 استبانة لکل مبنى (15 ذکور و 15 إناث)، وذلک لاختبار تحقق مختلف المستويات الوظيفية والسلوکية والتقنية، واعتمد المحور الثانى على دراسة تحليلية / اثنولوجية، تم فيها توثيق وتحليل المعلومات وجدولة البيانات التي تم الحصول عليها من الاستبيانات والمقابلات لاکتشاف اوجه القصور والتميز بکل مبنى والخروج بنتائج احصائية تم مراجعة اسبابها مع الافکار الاولية التى تضمنها البرنامج المعمارى الاصلى بعد مقابلة مع مصمم کل مبنى، فى محاولة لاستکشاف عوامل جديدة تؤثرعلى حل الاشکاليات الموجودة وتطوير وتحسين اداء الأوضاع القائمة، وصولا لاصدار جملة من التوصيات تشمل بعض الإجراءات المقترحة والتعديلات المطلوبة على بعض الفراغات للوصول لأعلى کفاءة تشغيل ممکنة، إضافة إلى محاولة تقديم صياغة اولية لبعض الأسس والتوصيات لتفادي حدوث أخطاء مستقبلية ناتجة عن التعارض بين ما يتم تصميمه وتنفيذه وبين متطلبات المستعملين من جهة أخرى.