رصد فاعلية الاسوار العازلة واثرها في علاقات التجاور بين الجيوب العمرانية الغير متجانسة کمنهج داعم لتقييم السياسات الحضرية للمجتمعات المسورة . محيط (کمباوند جاردينيا) و(عزبة الهجانة) نموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العمارة- کلية الهندسة – جامعة بنى سويف- مصر

المستخلص

التجمعات المسورة واحده من اهم مشروعات الاتجاه الليبرالى التى ظهرت کانعکاس لعدة عوامل اهمها زيادة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية وخصخصة الأراضي العامة وانسحاب الدولة من توفير الخدمات، ولمواجهة الارتفاع المتوقع في انتشار معدلات الجريمة والعنف في ظل ضعف الخدمات الشرطية، وتتجلى اشکالياتها مع انتشارها ضمن محيط الجيوب العمرانية الغير متجانسة، والتى بالرغم من ارتبطهما معا بعلاقة تجاور مباشرة واجتمعاعهما على أرضية سياسية مشترکة وهى المواطنة، فان فوبيا الخوف من الآخر أصبح مبررا لممارسات الإقصاء والاستبعاد وفصل العلاقات الانسانية ليکون النتاج خلق صورة بصرية سلبية من ثنائيات فجة لمجازر عمرانية شکلتها فضاءات مقسّمة بتباين حاد کدلالة لمظاهر التفاوت الحاد والاجحاف وانعدام المساواه بين الانساق العمرانية والاجتماعية والثقافية المختلفة فى مصر،

ويعد بناء الاسوار العازلة من ابرز الممارسات التى فرضها الواقع العمرانى الجديد، التى غالبا ما تلعب دورا معنويا کحواجز لصد المواجهات المتوقعة، ضاربة بعرض الحائط جميع الرؤى الحضرية المستدامة المنادية بضرورة مساهمة التجمعات المسورة المخططة فى عمليات التطوير والارتقاء بالاحياء العشوائية غير المخططة المجاورة لها مفتقدة الاندماج معها من منظور يحقق مسئولية اخلاقية وعدالة اجتماعية تجاه تلک الاحياء المهمشة، تکريسا لمبادئ المواطنة التى تعزز من قيم الانتماء للمجتمع الاکبر وتحد من الانقسامات المتباينة لنسيج المجتمع.

وهنا يطرح البحث هذه القضية من خلال منهجية اعتمدت على خلفيه نظريه بدأت بقراءة لظاهرة التجاور بين الانماط العمرانية المتباينة واشکال العلاقات بينها، والتعرف على انماط الحدود الفاصلة بين الخطط العمرانية المتباينة التى فرضتها التجمعات المسورة، مع عرض وتصنيف لاهم التجارب العالمية بدوافعها المختلفة، مرورا بدراسه ميدانية لرصد وتقييم أحد انماط تلک النوعية من التجاور وهما تجمعى عزبة الهجانة الغير مخططة وکمباوند جاردينيا المخططة، وتحليل هذه العلاقه المتباينة بينهما بعد التعرف على السمات العمرانية لکل منهما فى ضوء أداء السور العازل، والاثر المتبادل على مناطق التماس باستعراض تداعيات الظاهرة على کل من مجتمعي الجوار اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا، ليصل الى جملة من النتائج والتوصيات ابرزها ان السور العازل المقام بين مجتمعى الجوار ليس حاجزا ماديا ولا امنيا فقط، بقدر ما هو حاجز معنوى وثقافى يؤکد وجدود رواسب عنصرية تتحکم فى هيمنة حرکية العمران الرسمى على العمران غير الرسمى المجاور، مما يتطلب ضرورة التخفيف من حدة التاثيرات السلبية التى تلعبها تلک الحواجز .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية