جوانب حضارية جديدة في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) (13-24هـ/634-644م) "دراسة تاريخية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

وزارة التربية الكويت

المستخلص

قام الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بأعمال تاريخية حضارية جليلة في الجزيرة العربية، وشيدت في عهده الأمصار الإسلامية كالبصرة والكوفة في العراق، والفسطاط بمصر بمنشآتها المعمارية الدينية، والمدنية، والحربية، وغير ذلك، فضلاً عن المنشآت المعمارية التي شيدت في عهده سواء في بلاد الشام، أو في إفريقية، وتفصيل ذلك أنه في الحجاز قام بالزيادة في المسجد النبوي، لما كثر الناس بالمدينة المنورة، وهو أول من قام بتوسعته بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، ونهى عن الزخرفة أسوة بمنهج النبي، صلى الله عليه وسلم، في كراهية الزخرفة أو النهي عنها، وفي مكة المكرمة قام بعمارة المسجد الحرام (17هـ/638م)، وهو أول من قام بعمارته في التاريخ الإسلامي، وقام بكسوة الكعبة بالقباطي، ومن مآثره التاريخية والحضارية في دومة الجندل بمنطقة الجوف بناء مسجده الذي عرف به .

وفي عهده شيدت مدينة البصرة )حوالي 14هـ/635م(، كما شيدت مدينة الكوفة (حوالي 17هـ/638م)، كذلك شيدت مدينة الفسطاط (21هـ/642م)، وذلك وفق سياسة وضوابط محددة وضعها للولاة في هذه الأمصار، وهو أول من وضع ضوابط البناء في العمارة والعمران في المدينتين بعد تعرضهما للحريق، ومن المنشآت المعمارية التي بنيت في عهده ببلاد الشام المسجد الجامع بمدينة دمشق (الجامع الأموي)، والمسجد الجامع ببيت المقدس (15هـ/636م)، وفي إفريقية، شيدت في عهده، مساجد برقة، وطرابلس الغرب، وبعض المدن الأخرى، حتى أن المسجد الجامع أصبح يمثل في عهده "ظاهرة دينية اجتماعية" .

ويجتمع نسب الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، في الجد السابع، ويجتمع معه من جهة أمه في الجد السادس، وهو قد ولد بمكة المكرمة قبل حرب الفجار بنحو أربع سنين، ونشأ نشأة عالية، فكان مثال الفصاحة، والبلاغة، والصراحة في الحق، وكان في صغره يرعى الغنم لأبيه، ثم احترف التجارة، يختلف فيها إلى الشام، وهو من الرهط الذين انتهى إليهم الشرف في الجاهلية، وكانت إليه السفارة، وذلك أنهم كانوا إذا وقعت بينهم وبين غيرهم حرب بعثوه سفيرًا .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية