العمارة الاستعمارية الإسبانية بسيدي إفني ــ جنوب غرب المغرب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ بقسم التاريخ والحضارة بکلية الاداب والعلوم الإنسانية – جامعة ابن زهر بأکادير ـ المغرب

المستخلص

يعتبر البنيان "أول صنائع العمران الحضري وأقدمها" ، وهو يتنوع حسب الزمان والمكان والمجتمع، مع اختلاف طبيعته وسياقات بناءه، حيث نجد العمارة الإسلامية والعمارة الأسيوية والعمارة الأوربية والعمارة الكولونيالية الحديثة التي تشكل مشهدا جليا بالعديد من المدن المغربية وخاصة الواقعة بالجنوب الغربي كطرفاية والعيون وطانطان وسيدي إفني. ومن خلال هذه الورقة البحثية، سنقوم برصد أهم المآثر الكولونيالية التي وقفنا عليها بعين المكان بمدينة سيدي إفني، ووصف الحالة التي عليها، مع إبراز أهميتها وجذب الانتباه لضرورة المحافظة عليها واستثمارها في التنمية المستدامة، موثقين ذلك بالصور، وبالرجوع إلى المصادر والمراجع والأشرطة الوثائقية التي تؤرخ للعديد من الأحداث التاريخية المتعلقة بالمدينة.

تقع مدينة سيدي إفني في جنوب غرب المغرب على الساحل الأطلنتي، وتبعد عن جزر الكناري ب 300 ميل بحري . ويحدها من الناحية الشمالية إقليم تزنيت، ومن الجهة الجنوبية إقليم كلميم، ومن الجهة الشرقية إقليم طاطا. أخذت المدينة اسمها من ضريح سيدي علي إفني المتواجد بالمدينة، وقد كان يسميها الإسبان بسانتا كروز دي لمار بيكيني، وقد ضمت هذه المدينة منشآت وبنايات وآثار خلفها المستعمر الإسباني خلال النصف الأول من القرن العشرين زاوج في تشييدها بين الهندسة الأوربية وفن عمارة القصبات.

اضطر المغاربة إلى توقيع معاهدة 1860م عقب انتهاء حرب تطوان، وقد واشترط الإسبان في بندها الثامن على السلطان المغربي بتخويلهم محلا للصيد بأراضي الجنوب المغربي. حيث "يتعهد جلالة السلطان بصفة دائمة تسليمه لجلالة الملكة الكاتوليكية على ساحل المحيط قطعة أرضية كافية لبناء محل للصيد كالذي كانت تملكه إسبانيا في الماضي" دون تحديده، وبدعوى أن تحديد المطالب معناه حصرها وإن كانت إسبانيا ترغب في سيدي إفني بسبب موقعها الاستراتيجي والذي سيمكنها من إبعاد الخطر عن جزر الكناري. كما تعهد السلطان المغربي محمد عبد الرحمن إثر المعاهد التجارية لسنة 1862 بتقديم المساعد للإسبان في حالة غرق سفنهم بتلك السواحل الجنوبية ."

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية