مصادر الاستلهام عند المصممين السعوديين وعلاقتها بمفهوم الأصالة

من منطلقات رؤية المملكلة العربية السعودية 2030 خلق مجتمع حيوي معتز بهويته وثقافته، ولما تتحلى به المملكة من عمق وتنوع ثقافي فريد، يجعل من مهمة كل فنان أو مصمم، أن يعكس تجربته التي ترعرع في كنفها وينقل روحها عبر إبداعاته، ليسهم في إثراء الامتداد الحضاري للمجتمع الحيوي الفاعل. وإن كان يبدو معاصراً ولكنه متوارياً خلف تمظهرات الذوبان الثقافي بين العوالم والقارات، إلا أنه لابد وأن تتجلى ملامح أصيلة في عمل المصمم. وقد لا تبدو الأصالة المقابل الرديف للثقافة أو التراث، بل هي تمازج خبرات وتجارب المصمم ضمن أوعية ثقافية يستقي منها ويستلهم، ليعكس عمله عمق التجربة المعاشة، والتكوين الفريد الذي لا يتشبه في أجزاءه أو كله حياة لم يخضها. ولكن حينما تظهر التجليات النمطية من التمظهرات الغربية، في عدد من الهويات البصرية والتصاميم المرئية، مغتربة في بيئة عربية أصيلة لا تنتمي إليها، تبدو الحاجة للوقوف عندها ومحاولة البحث عن المصادر المؤثرة في عمل المصمم، ومدى علاقتها بمفهومه للأصالة حتى يصل المصمم إلى النضج الواعي بفاعليته وبصمته الثقافية الممتدة حاضراً والمتجذرة بين نسيج اجتماعي تربطه هوية واحدة تتمثل في كل مظهر يشكل كينونة هذه الثقافة والتي تلعب التصاميم المرئية دوراً كبيراً فيها.

مشكلة البحث:

الحاجة إلى الإثراء الثقافي الأصيل كمصدر للإلهام للمصمم السعودي من خلال الكشف عن مصادر الاستلهام التي يفضلها المصممين السعوديين ومعرفة مدى علاقتها بمفهوم الأصالة لديهم

هدف البحث:

يهدف البحث إلى الكشف عن المصادر الملهمة للمصممين السعوديين وعلاقتها بمفهومهم عن الأصالة كسمة من سمات العمل الإبداعي.

أهم النتائج:

- أن المنصات التشاركية المتخصصة في المجال الإبداعي وحسابات المبدعين من غير السعوديين من أكثر المصادر تفضيلاً لدى المصممين السعوديين.

- أن مفهوم الأصالة كمرادف للتراث هو المفهوم الذي يتبناه النسبة الأعلى من المصممين السعوديين.

- أن المصممين السعوديين يميلون للإستلهام من المصادر السعودية للتراث المادي عندما يتصف العمل بالأصالة ويرتبط ذلك بتبنيهم مفهوم الأصالة كرديف للتراث، وكذلك يرتبط بضعف وعيهم بآليات وأساليب الاستلهام من المصادر الغير مألوفة لإنتاج عمل أصيل لا يحاكي المصدر الأصلي ولا يحتفظ بملامحه بالضرورة.

- أن المصمم السعودي أكثر تأثراً بالنظرة المستقبلية والتي تنعكس على استلهامه من المصادر السعودية المتعلمقة بمشاريع المستقبل لرؤية المملكة 2030 وبالرغم من ذلك لا ترتبط لديه تلك المصادر بمفهوم الأصالة.