لطالما مثل الشرق لفناني الغرب عالما من السحر وتجربة ثرية مليئة بالغموض فسحر التفاصيل الشرقية ظل تحديا بالنسبة للمستشرقين الذين قدموا مدفوعين برغبة الاستكشاف وتقديم أعمال فنية برؤى مغايره ووجهة نظر حملت روح الشرق بعيون الغرب وهي فترة الانفتاح الثقافي عن طريق رسم اللوحات.
ولما كان الفن من أدوات التوثيق والتأريخ لمكان معين وظروف معينة لذا يعد فن الاسشراق أحد أهم الشواهد التاريخية التي لها تأثيرا كبيرا في الفن حيث قام المستشرقون في لوحاتهم المختلفة برصد كل تفاصيل الحياة من عادات وتقاليد وطقوس وملابس وطرز معمارية وعناصر ومفردات تشكيلية تراثية باعتبار أن اللوحة هي وثيقة دقيقة ومعبرة وبمثابة الصورة أو التقرير الذي ينقل الشرق إلى عقول الغرب وهم بذلك مثلوا مرحلة مهمة في مجال الفنون ومدرسة فنية كان لها دور كبير في رصد كثير من جوانب التراث العربي الذي يعكس تكاملا بشريا وجزءا من التواصل الإنساني الممتد في الزمن بحيث تتعاقبه الأجيال كقيمة تاريخية ومصدرا للإبداع الذي لا ينضب وهو ما كان له أبلغ الأثر في استدامة مفرداتة والتي تنطوي على قيما جمالية وتشكيلية التي كانت ولا تزال وستظل منهلا خصبا للعديد من الصياغات الفنية والحلول الجمالية الأصيلة.
تعد الاستدامة أحد المصطلحات واسعة الإنتشار سواء من الناحية التطبيقية أوالفلسفية وتهدف الى ضمان الإستمرارية فهي ذات صلة بمجالات مختلفة حيث يتعامل الانسان في حياته اليومية مع سلسلة من التشكيلات اما جمالية تحاكي حسه وذوقه أو نفعية تؤدي له وظيفه معينة أو تشكيلات يتكامل فيه مفهوم الانتفاع والجمال لذا جاءت أهمية البحث في إرساء مفهوم الإستدامة من خلال دمج القيم الجمالية والوظيفية لرسوم فن الاستشراق لإيجاد حلول تصميمية لأقمشة المعلقات المتحركة .