تتعدد مصادر الاستلهام والالهام في الفن التشكيلي؛ وتعد البيئة أحد هذه المصادر بالإضافة إلى أبرز طقوس هذه البيئة؛ حيث تُلهم الفنان بالكثير من المفردات التشكيلية والقيم الجمالية، لذا كان موقف الفنان من الجماليات المتواجدة من حولنا ليس مجرد النقل أو التقليد؛ بل العمل على إعادة صياغة تلك المفردات بما يتلائم ومفاهيم العصر الحديث من خلال مُتغيرات عديدة تفيد في بنية العمل الجرافيكي.
وانطلاقاً من أهمية الجرافيك في فرض طابع فني مُتفرد على مر الزمان منذ فنون الحضارات القديمة وحتى الفن المعاصر؛ فإن الدراسة الحالية تسلط الضوء على كيفية الاستلهام من تلك الايقاعات الحركية للصوفيين في رقصة الدراويش أو رقصة المولوية كما يطلق عليها، والتي تُشكل لديهم حلقات الذكر؛ باعتبار الفن أحد الجوانب الفاعلة في المجتمع، وذلك من خلال دراسة فلسفة الفكر الصوفي؛ والإيقاع الحركي الموازي لذلك الفكر؛ والحالات التي يعيشها الطرق المتصوفة، ربما لأن حالات التأمل الدقيق للكون من قِّبل الفنان تعد بمثابة مرتبة من مراتب التصوف من جهة، والتجريد المُتمثل في الحالة الصوفية يُشابه إلى حد بعيد التجريد التشكيلي من جهة أخرى، بالإضافة إلى حالة حالة التعمق في قدرة الخالق سبحانه وتعالى، حيث تعد "الصوفية درجة كائنة تحت الوعي وفوق العقل وهي دائماً تستدعى شاعرية الوجدان والبصيرة لاستشفاف كينونة المادة في جوهرها حين تصبح مجرد أطياف مرئية"( سعد السيد سعد العبد: التأمل الصوفي للطبيعة لإثراء الجوانب الإبداعية في فن الرسم، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1998.ص4) ، كما أنها "تعبير خلاّق للتذكر والتأمل في النظام الإلهي الذي يسكن بشكل خفي في ثنايا جميع الأشكال" (Lalah Bakgtiar: Sufi, Thames and Hudson, London, 1979.) وتعد كذلك بمثابة الأبعاد الداخلية العميقة الماثلة بالوعي الإنساني والتي توضح الأصول الرئيسة الخفية في شكل رموز ثابتة سواء في سلوكيات المتعبدين أو في أعمال الفنانين التشكيليين ذو النظرة الصوفية العميقة، حيث تكشف النقاب عن الحياة التي تكمن داخل جميع الأشكال، وهي بذلك "منهج يسير في طريق المعرفة، ويسمو بها إلى أعلى مقاصدها، وبخاصة المعرفة التي توصل إلى النورانية.
تشتمل الدراسة على مقدمة، ومدخلين وخاتمة، المدخل الأول بعنوان: الجذر التاريخي لرقصة المولوية عبر العصور، والمدخل الثاني بعنوان : رؤية جرافيكية من منظور تشكيلي لرقصة المولوية ، ثم خاتمة البحث.
جمال عيد, أحمد. (2023). رؤية تشكيلية للأداء الحركي في رقصة المولوية كمدخل لإثراء فنون الجرافيك. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 8(9), 141-159. doi: 10.21608/mjaf.2023.191165.3013
MLA
أحمد جمال عيد. "رؤية تشكيلية للأداء الحركي في رقصة المولوية كمدخل لإثراء فنون الجرافيك". مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 8, 9, 2023, 141-159. doi: 10.21608/mjaf.2023.191165.3013
HARVARD
جمال عيد, أحمد. (2023). 'رؤية تشكيلية للأداء الحركي في رقصة المولوية كمدخل لإثراء فنون الجرافيك', مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 8(9), pp. 141-159. doi: 10.21608/mjaf.2023.191165.3013
VANCOUVER
جمال عيد, أحمد. رؤية تشكيلية للأداء الحركي في رقصة المولوية كمدخل لإثراء فنون الجرافيك. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2023; 8(9): 141-159. doi: 10.21608/mjaf.2023.191165.3013