المنسوج: "وثيقة" تاريخية برؤية فنية(تطبيقا على تجربة فنية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة قابس

المستخلص

يعد النسيج من القطاعات التي لازمت الانسان منذ نشأ على سطح الأرض ومثّل مجال بحث عبر العصور، وقد طوّر في صناعته، فمنذ استخدامه المنسوجات لم يشاء ان تقتصر على الجانب الوظيفي، بل عمل على ان تكون الى جانب وظيفتها الأساسية أثرا فنيا يحمل أبعادا تعبيرية عن الهوية والمواطنة، تتضمن في فضاءها رسوما وأشكالا وزخارفه تعكس جانبا من الثقافة الشعبية. ولقد شهد فن النسيج تحولات وابداعات كانت نتيجة محاورة الفنان للموروث الثقافي بكل ذكاء وفطنة. لنقف اليوم امام منسوجات وثّقت بكل أمانة جانبا مهما من تاريخ البشرية عبر تقنيات نسيجية مختلفة وخامات متنوعة، ومواضيع متعددة تحاول جميعها سرد حياة الأجداد ومرحلة تاريخية مهمة من الحياة الانسانية، وقد تراوحت محاورة الفنان للموروث "النسيجي" بين المحاكاة والترميز (الايحاءات) وذلك بحسب أسلوبه الفني ورؤيته الذاتية... لتصبح المنسوجة بهذا الحضور تقنية فنية "توثيقة" لا فقط أثرا فنيا وحرفة يدوية ، تقتصر على الجانب الوظيفي والمنفعة بل باتت من خلال محاورة الفنان من التقنيات الأساسية، لحملها رسائل فنية وغايات تشكيلية، تستوجب ضرورة الدراسة والبحث في مضمونها وعلاقتها بالتاريخ والعمل على الربط بينها وبين الماضي والحاضر واستغلال جميع تفاصيلها وجزئياتها وما تحمله من دلالات وخطاب تاريخي مثل الرموز والعلامات او المشاهد الفلكلورية...

وتبحث هذه الدراسة في المضمون "النسيجي" وعلاقته بالبيئة التي نشأ فيها، وكيفية الاستفادة من مكوناته باعتباره يمثل جانبا تاريخيا عبر قراءة تحليلية لنماذج حرفية وتجربة فنية ذاتية، نرصد من خلالها علاقة الأصالة بالمعاصرة للتعبير عن الهوية والمواطنة، بخطاب يعكس الجانب "التوثيقي" والقيم الجمالية والتشكيلية في المنسوجة...

مشكلة البحث:

1- تغييب الدور الهام الذي تقوم به المنسوجات في تدوين وتوثيق مراحل من تاريخ الانسان، في المقابل سعي عديد الفنانين الى ابراز الدور الريادي لهذه التقنية، من تعبير عن الهوية والمواطنة.

2- الجمع بين الاصالة والمعاصرة للتعبير عن الهوية والمواطنة في الاعمال الفنية ضمن فن النسيج

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية