منبر صلاح الدين(الحرم الابراهيمي الشريف /الخليل) دراسة تحليلية لوضعه الحالي بعد ما يقارب على الف سنة على صناعته

الخليل مدينة تاريخية تجاوز عمرها الخمسة الاف سنة بلد ابو الانبياء ابراهيم الخليل علي السلام ، تم تصنيفها من اليونسكو كمدينة اثرية تاريخية، ففي السابع من تموز 2017، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» البلدة القديمة في مدينة الخليل والمسجد الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي المُهدد بالخطر بوصفها منطقة تُعرف بقيمتها العالمية، وقد حصلت مدينة الخليل والمسجد الإبراهيمي على أغلبية أصوات الدول المشاركة في التصويت الذي جرى في مدينة كراكوف البولندية.

في المدينة يقع الحرم الابراهيمي الشريف وبه منبر صلاح الدين الايوبي هذا الارث الحضاري في البلد الحضاري، أنشئ من الخشب المعشق والمطعم بالصدف والعاج ، ورُبطت الوحدات المختلفة المكونة له مع بعضها البعض بمسامير خشبية بالإضافة إلى استخدام أسلوب التعشيق. وكان المنبر يتكون من ثلاثة أقسام: مدخل يتوجه رفرف مقرنص، ودرج، ومنصة مغطاة بجوسق. ويتكون باب المنبر من مصراعين بقيت أجزاء هامة منهما، ويفتح الباب على درج المنبر الذي يوجد على طرفيه سياج خشبي مصنوع على طريقة المشربية. ويقود الدرج إلى المنصة حيث يقف الخطيب لإلقاء الخطبة.

والمنبر غني بالزخارف النباتية والهندسية والأطباق النجمية المتراصة التي يشكل كل طبق منها وحدة زخرفية كاملة تتكامل مع الوحدات المحيطة لتشكل نسيجاً زخرفياً جميلاً. كما يحتوي المنبر على مجموعة من النقوش الكتابية والتي تتضمن آيات قرآنية ونقش عليه تاريخ صنع المنبر، هذا بالإضافة إلى نقوش تحمل أسماء الصناع الذين صنعوا المنبر. وكان منبر صلاح الدين يعتبر من أجمل المنابر الخشبية الإسلامية. ومن الجدير بالذكر أن هناك منبر اخر شبيه له وهو منبر نور الدين زنكي القطعة عبارة عن مجموعة حشوات تتشكل من قطع صغيرة ومتوسطة الحجم، هي كل ما تبقى من منبر نور الدين زنكي الذي صنع في حلب تيمناً بفتح القدس. وقد تدمر المنبر في 21/ 8 / 1969 في الحريق الذي أصاب بعض أجزاء من المسجد الأقصى خاصة عند الجدار الجنوبي (جدار القبلة). أمر بصنع هذا المنبر نور الدين زنكي تحضيراً لفتح القدس، لكنه توفي قبل تحرير القدس، فقام صلاح الدين بنقل المنبر من حلب إلى القدس عام 583 / 1187.

الان وبعد مرور اكثر من الف عام على المنبر فانه يخضع لدراسة وضعه وجاري الترتيبات لعمل ما يلزم للمنبر للمحافظة عليه ضمن فريق من الخبراء والفنيين المتخصصين في العمارة في الفاطمية.